نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 25
القائمة عليه ، ومن نفور الشيع من فكرة الجزم واليقين التي تنادي بها قيادة الشيعة المؤمنة ، وارتياحها لفكرة الظن والتخمين المنبع الوحيد لتصوراتها وعقائدها . ويمكن القول ، وبكل ارتياح ، إن ظاهرة الشيع وتعددها تعطي معنى ظاهرة الحزبية لتشابه التركيبة والأهداف والبنى . وقد لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن التاريخ السياسي البشري ما هو إلا ثمرة الصراع بين الشيع ، وكل الشيع تطمع في الاستيلاء على السلطة وحيازتها لهم هذا الصراع لصالحها ، ولم ينته هذا الصراع طوال التاريخ ولم يبرح المجتمع مكانه ، فكأنه يدور في حلقة مفرغة لا تشهد إلا نشوء الشيع وقيامها وتبعثرها وتعاقبها على السلطة . وإصرارها على استبعاد الشيعة المؤمنة التي تمثل الخط الإلهي ، والتي لم يخل منها مجتمع قط عبر التاريخ بغض النظر عن القلة والكثرة . الشيع في المجتمع الإسلامي نشأ المجتمع الإسلامي وأخذ صورته النهائية عندما نجح الرسول في توحيد العرب سياسيا " لأول مرة في التاريخ ، ونقلهم من دوائر الشرك وأديانه إلى دائرة التوحيد ودينها الإسلام ، وقيادتهم . والمجتمع الإسلامي لم يكن أبدا " بمنجاة من ظاهرة الشيع وإن كان جميع أفراد المجتمع الإسلامي قد ادعوا أنهم شيعة الرسول فإن الواقع يتناقض مع شمول هذا الادعاء . لقد واجه الرسول مجتمعا " جاهليا " يتكون من عدد لا حصر له من الشيع أو الجماعات . ففي مكة ، على سبيل المثال ، كانت تسكن عدة قبائل ، منها قبيلة قريش الكبيرة ، وكانت قريش تتكون من 25 بطنا " ، وكل بطن من هذه البطون يشكل شيعة حقيقة متميزة عن غيرها . وعملا " بالنهج التاريخي لشيع المجتمعات البشرية فقد تحالفت شيع بطون قريش ال 23 ووقفت وقفة رجل واحد ضد النبي وضد البطنين الهاشمي والمطلبي اللذان اختارا بأن يكونا شيعة للنبي . ووقفت مع شيع قريش الأكثرية الساحقة من شيع العرب طوال الثلاث عشرة سنة التي أمضاها النبي في مكة قبل الهجرة . وبعد الهجرة جيشت شيع البطون الجيوش ، بمساعدة شيع
25
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 25