نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 26
العرب ، ودخلت مع النبي وشيعته في حرب مسلحة ضروس استمرت زهاء ثماني سنين . ثم هزمت شيع البطون ، وفوجئت قيادة هذه الشيع بجيش النبي يدخل عاصمتها دخول الفاتحين ، فاستسلمت ، وعندما رأت جميع الأبواب مغلقة في وجهها أسلمت كارهة . وباستسلامها وإسلامها استسلمت وأسلمت شيع العرب المتحالفة معها ولم ينقب النبي الكريم عن ما في القلوب وإنما اكتفى بالظواهر ، ولم يعاقب شيع العرب عامة وشيع البطون خاصة على جرائمهم السابقة وإنما عفا عنهم قائلا " : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ، ووسعهم بحلمه وقلبه الكبير وسماحته ، ولاح لغير المتبصر أن شيع العرب قد تفككت وتبعثرت وانتهت بالفصل ، ولم يتصور العامة أن شيع العرب في حالة الهدوء الذي يسبق العاصفة ، وأن شيع العرب سرعان ما تعود إلى ممارسة الدور التاريخي الذي مارسته شيع الأمم السابقة ! عودة الشيع العربية ، ولكن بعمائم الإسلام قبيل وفاة النبي الكريم بأشهر ، كان المجتمع الإسلامي مجتمعا " واحدا " في الظاهر . يوالي النبي ، ويعلن التزامه بأحكام الدين ، ولكن بذور مجموعة هائلة من الأخطار والكوارث كانت قد نبتت وترعرعت واشتد ساعدها بعيدا " عن الأنظار وتحت السطح تماما " : 1 - فالمنافقون الذين مردوا على النفاق يجوبون العاصمة ، وقد أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر والحقد على محمد وآله . 2 - وقسم كبير من الأعراب ، من حول المدينة ، منافقون لم تتوقف اتصالاتهم قط مع مردة النفاق في المدينة . 3 - يليهم مرتزقة من الأعراب لا يعرفون من الدين إلا اسمه ولا مطمع لهم إلا الكسب والغنيمة ، وهم على استعداد للتحالف مع من يدفع لهم حتى ولو كان الشيطان نفسه . ولا تتوقف هذه الفئات عن التلفظ بالشهادتين والقيام بمظاهر الدين ، ولا يعرف الفوارق بينهم وبين غيرهم من المسلمين إلا من عمر الله قلبه بالإيمان .
26
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 26