نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 237
فسخرت جميع موارد الدولة لإقناع الناس بوجهة نظرها وصوابها ، وإرغام أنوف أهل بيت النبوة ومن والاهم وعزلهم ، وتنفير الناس منهم ، والتشكيك بسلامة نواياهم وتوجهاتهم ، ومعاملتهم كشاقين لعصا الطاعة ، وخارجين على الجماعة المسلمة ! وإذا خفت حدة هجوم البطون على أهل بيت النبوة في حين من الدهر فإن هجومها على مواليهم طوال تاريخ الخلافة لم يعرف المهادنة أو التراجع ! لأن قيادتها أدركت أنها قد غصبت أمر المسلمين ورئاستهم ، وأنها بالذات لم تقنع بحججها ! ولأن أهل البيت وشيعتهم هم شهود على هذا الغصب والاستيلاء بالقوة ، ولأن وجود حزب مع أهل بيت النبوة وإن كان قليلا " سيكبر ذات يوم ويشكل خطرا " على البطون وسلطتها ! لذلك اعتبرت دولة البطون شيعة أهل بيت النبوة العدو الرئيسي وتعاملت معهم على هذا الأساس وسخرت كل موارد الدولة لإقناع الأكثرية الساحقة من رعيتها بأنهم العدو اللدود للمجتمع والدين ! وجعلت هذا التوجه عنوانا " لمناهجها التربوية والتعليمية التي فرضتها على الناس بالقوة . وبعد سقوط دولة الخلافة ، صارت هذه المناهج تركة ، وجزءا " من عقيدة الأولين فتبتها الأكثرية الساحقة من المسلمين من دون تدقيق ولا تمحيص واستبعدوا أن يجمع الخلفاء وأولياؤهم على هذا الكيد العظيم . طلب التوقف عن خلط الأوراق : 1 - فصل الدين عن التاريخ : تعني الخلافة التاريخية ذلك النظام الذي ساد بصور مختلفة وحكم الأمة الإسلامية بعيد وفاة النبي إلى اللحظة التي سقط فيها عرش آخر سلاطين بني عثمان ، وبسقوطه سقط نظام الخلافة التاريخي . ووجه الخلط في هذا الموضوع أن شيعة الخلفاء يعدون نظام الخلافة التاريخي الموصوف آنفا " النظام السياسي الإسلامي الذي أنزله الله على عبده ، وهم يطالبون بعودته بوصفه يمثل الإسلام السياسي مع أن النظام السياسي الذي أنزله الله على عبده وطبقه نبيه سابق بوجوده لنظام الخلافة التاريخي ، ونظام الإسلام الذي طبقه النبي هو الأصل ، بينما نظام
237
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 237