نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 226
البطون ! ! ومن غير الإنصاف ، حسب رأيه ، أن يعطي عائشة زوجة الرسول ، وابنة أبي بكر وحفصة زوجة الرسول وابنة عمر المقدار نفسه الذي يعطيه لكل واحدة من زوجات الرسول الأخريات ، فأعطى كل واحدة من زوجات الرسول عشرة آلاف وأعطى كلا " من حفصة وعائشة اثنى عشر ألفا " مع أنهن كلهن زوجات للرسول ! ومضى الرجل في خطته وهو يعتقد أنها خير من خطة رسول الله ! وصفقت له جموع المسلمين ، أو هكذا تظاهرت ، ولم تمض سنوات معدودة على تنفيذ هذه الخطة العجيبة حتى وجد النظام الطبقي في أبشع صورة ، فطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وغيرهم من خاصة الخليفة صاروا من أصحاب الملايين ! والملايين من فقراء المسلمين لا يجدون حتى ثمن رغيف الخبز . وأدرك الخليفة النتائج المدمرة لخطته التي حسبها بالأمس أفضل من سنة رسول الله فقال : ( لئن عشت مقبلا " لأتبعن سنة رسول الله وصاحبه ) [1] ومات الرجل ولم يعش مقبلا " واندثرت سنة الرسول وعاش رأي الخليفة وأصبح السنة البديلة لسنة الرسول ! والخلاف ينحصر في ما يأتي : 1 - أهل بيت النبوة وشيعتهم يتمسكون بسنة الرسول التي تساوي بين الناس بالعطاء ، ويؤمنون بأن الخليفة الثاني أخطأ يوم عطل سنة الرسول وأحل رأيه الشخصي محلها . 2 - والخلفاء وشيعتهم ( أهل السنة ) يأخذون على أهل البيت وشيعتهم فضاضتهم بالقول إن الخليفة قد أخطأ لأن الخليفة صحابي ، وأمير المؤمنين ، وهو أجل وأرفع من أن يتعمد الخطأ ، وهو في الحقيقة مجتهد ومأجور على مخالفته لسنة رسول الله ، ومن واجب الرعية المسلمة أن تبقى وفية لاجتهاده لأنه انتقل إلى جوار ربه ولم يلغ اجتهاده ! وعلى هذا الأساس استمر خلفاء دولة البطون باتباع رأي الخليفة والتصرف بالمال العام حسب رأيهم وتقديراتهم الخاصة بأن الخليفة يعطيهم الحرية باستغلال المال العام لتأليف القلوب حولهم ، واصطناع الأوفياء لدولتهم !