نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 161
الرسول عليهم الحدود ، فالعبرة بمجالسة الرسول أو سماعة . فالصبيان الذين رأوا الرسول صحابة [1] . ولا يكفي هذا حتى تحصل على مزايا الصحبة بل يجب أن يكون مواليا " لدولة البطون ومؤمنا " بكل معقولاتها ، وكارها " لأعدائها فإذا كان هذا الصحابي أو ذاك أول من أسلم ، وسكن طوال حياته مع الرسول في بيت واحد ، ومتزوجا " من ابنة الرسول ، ومن أعلم الناس بما جاء به ، ولكنه لا يوالي دولة البطون ، ولا يؤمن بمقولاتها ولا يكره أعدائها ، فهو عمليا " ليس صحابيا " بل يعامل معاملة الشيطان فيلعن ويشتم من قبل الحكام والمحكومين على السواء ، كما فعلوا بعلي بن أبي طالب ، وبسبطي النبي : الحسن الحسين وهم جميعا " صحابة وفق معايير معاوية وأركان دولته ! و لنفترض أن أحدا " من الصحابة امتنع عن لعن أعداء دولة البطون أو شتم أولئك الأعداء فلا يعد من الصحابة ولا فضائل ولا كرامة له ولا قيمة لحياته فيقتل فورا " ومن دون محاكمة كما فعلوا بحجر بن عدي وأصحابه ، وبعمرو بن الحمق ! فالعبرة فوق الصحبة بمعاييرها السابقة الولاء لدولة البطون ومعاداة أعدائها ، فالصحبة وحدها لا تقدم ولا تؤخر ! ولنفترض أن أحدا " من الصحابة بمفهوم معاوية لعنه الرسول ونفاه ومات الرسول وهو غاضب عليه ، ولكنه موال لدولة البطون ومؤمن بمقولاتها وكاره لأعدائها فيصبح من المقربين وله الحق في أن يصبح خليفة النبي ، وأن تتولى ذريته الخلافة من بعده ، كما حدث لمروان بن الحكم بن العاص ! وإذا كان هذا الصحابي فاسقا " بنص القرآن ويشرب الخمر علنا " ويصلي بالناس وهو سكران ، ولكنه موال لدولة البطون وكاره لأعدائها فهو أيضا " صحابي من العدول منزه تماما " عن الطعن ، كما هي حال الوليد بن عقبة . بمعنى أن مجالسة الرسول أو رؤيته أو سماعه ليست كافية للحصول على صفة العدالة والنزاهة ، وليست فضيلة تنزل صاحبه في المنزلة الرفيعة ، بل يجب أن يقترن هذا كله بالولاء لدولة البطون والقول بمقولاتها ، والتعبد بكراهية أعدائها ! فإذا ثبت أن أحدا " من الصحابة يحب عدو دولة البطون عليا " بن أبي طالب ،
[1] راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 12 وما بعدها لتجد المراجع والتفصيل .
161
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 161