responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 158


د - نظرية عدالة جميع الصحابة عقيدة الدولة نجح معاوية وولاة أقاليم دولته في تكوين آلاف الطواقم من الرواة المؤهلين الذي يتقاضون رواتبهم وعطاءاتهم من تلك الدولة ويروون لها ما تريد . وقد نجحت هذه الطواقم في اختلاق عشرات الآلاف من الأخبار والأحاديث في فضل عثمان والخلفاء ، ثم نجحت ، في اختلاق عشرات الآلاف من الأخبار والأحاديث في فضل الصحابة مجتمعين ، ونجحت ، أيضا " ، في اختلاق مئات الألوف من الأخبار والأحاديث في فضل أفراد الصحابة ، وفي تخصيص المئات أو العشرات منها لكل صحابي منهم .
ونجح الرواة ، كذلك في التشكيك بجميع النصوص الشرعية الواردة في فضل علي بن أبي طالب بخاصة وأهل بيت النبوة بعامة ، واختلاق الأحاديث المناقضة لها ، والأحاديث التي تعطي فضائل مشابهة لها للمئات من الصحابة .
لقد كان عمل الرواة مجزيا " فبدو كأنهم يعملون في منجم ذهب ! لقد بذل معاوية مئة ألف لمن يروي حديثا " بأن آية ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ) [ البقرة / 204 ] قد نزلت في علي بن أبي طالب ! وبذل أضعاف هذا المبلغ لاختلاق أحاديث تشيد بفضائل عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي ! ولك أن تعرف حجم هذا الإغراء على أفراد أمة تعتمد حياتهم على عطاء الدولة ورزقها الشهري ! فإذا أضفت إلى هذه كله إمكانيات دولة عظمى و عزمها المؤكد على سحق من يعارضها بلا رحمة ، فلا توجد موانع ولا حواجز تحجز قوة الدولة عن البطش بمعارضيها ، فحجر بن عدي الصحابي الجليل المشهور رفض أن يسب عليا " بن أبي طالب هو ومجموعة من أصحابه ، فسيرهم الوالي إلى معاوية بهذه التهمة ، ومن دون أن يسمع منهم معاوية كلمة واحدة ومن دون محاكمة أمر بإعدامهم وأعدموا بالفعل !
ولنفترض أن مجموعة من المعارضين دخلوا الكعبة ، وهي أقدس مقدسات المسلمين ، وهي بيت الله من دخله كان آمنا " ، ومع هذا فإن الدولة لن تتورع عن هدم الكعبة نفسها على رؤوس المعارضين ، وقد هدمت بالفعل في زمن الخليفة

158

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست