responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 144


وجودها تماما " ، كما تجاهلت وجود النبي . ولم تكتف بذلك إنما حاصرت أهل بيت النبوة وجردتهم من ممتلكاتهم ومن كافة حقوقهم المدنية والسياسية وحاصرتهم اقتصاديا " وعزلتهم اجتماعيا " .
وترتب على نجاح الانقلابيين إبعاد الرسول عن التأثير على الأحداث ، فقد منعوا الرعية من التحديث عنه ، ومنعوا كتابة أحاديثه وأحرقوا المكتوب منها ، وصارت كلمة خليفة البطون وأركان دولته هي الكلمة العليا ، وهي القول الفصل ، واقتصر دور الدين كله على تجميل هذا الواقع وتسويغه . وكل ذلك يجري تحت خيمة الإسلام ، وباسمه .
البحث عن عقائد جديدة صحيح أن بطون قريش ال‌ 23 ، مهاجرهم وطليقهم ، صف واحد وجبهة متراصة واحدة . وصحيح ، أيضا " ، أنهم تحالفوا مع المنافقين ووقفوا جميعا " قلبا " وقالبا " إرغاما " لأنف النبي وأنوف آله ، وصحيح أيضا " أن المرتزقة من الأعراب أيدوا بطون قريش لأنها المالكة للمال والنفوذ والجاه . وصحيح أيضا " أن البطون نجحت في استغلال الخلاف بين الأوس والخزرج وضمت إلى صفوفها قطاعا " واسعا " من الأنصار . وصحيح أيضا " أن البطون عزلت عليا " وأهل بيت النبوة وبني هاشم ومواليهم اجتماعيا " ، فعادوا قلة مستضعفة . وصحيح أن خليفة البطون غدا في أوج قدرته ، وأن دولته مستقرة وتبسط سلطانها على الجميع بالقوة . لكن أركان هذا التحالف أدركوا أن القوة وحدها ليست كافية لتضمن بقاء : دولة البطون ولتحقيق قناعة الرعية بشرعية هذه الدولة ، وأن افتقار خليفة البطون إلى عقيدة تشكل نقطة ضعف . وفي وقت يطول أو يقصر سيستغل الهاشميون هذه النقطة لصالحهم ، لذلك بدأ قادة البطون بالبحث عن عقائد يمكن لها أن تشكل نظرية تعمل جنبا " إلى جنب مع بطون قريش ومع خليفتها وجيشها لتقوية دولتها ودوامها . وقد اخترع خلفاء البطون مجموعة كبيرة من النظريات السياسية ، تصب في خانة إضفاء الشرعية على دولتهم من خلال وضع نظرية تنتظم مع القوة والتغلب والقهر لإيجاد حالة عامة من القناعة بشرعية دولة البطون أو إسلاميتها . ومن أسس هذه النظرية :

144

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست