responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 138


بعد النبي ، فقد عدها أبناء البطون غير ملزمة ، وغير معقولة لعدة أسباب منها : 1 - أن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضى ولا ينبغي أن يحمل كلامه كله على محمل الجد [1] ! وعلى هذا الأساس أهملت بطون قريش جميع النصوص النبوية التي نظمت أمر الولاية من بعد النبي . ومن جهة ثانية فإنه لا علم للبطون بأن القرآن قد تطرق لهذه الناحية . والأمر الملزم للبطون هو القرآن وحده ولا حاجة لقول النبي ولا لوصاياه في أمور لم يعالجها القرآن . ولقد جهر عمر بن الخطاب بهذه القناعة أمام الرسول نفسه ، وأيده أبناء البطون فحالوا بين الرسول وبين كتابة توجيهاته النهائية ، بحجة أن القرآن وحده يكفي ولا حاجة لتوجيهات الرسول ولا لوصاياه لأنهم أدركوا أن هذه التوجيهات ستبطل كيدهم [2] وفي هذا السياق ، وطمعا " بطمس جميع النصوص النبوية المتعلقة بخلافة النبي منع خلفاء البطون الرعية من أن تحدث عن رسول الله ، وجمعوا الأحاديث التي كتبها الناس عنه وأمروا بتمزيقها [3] !
3 - إضفاء هالة من التقديس تفوق التصور والوصف على أبناء البطون البارزين ، ومعاملتهم باحترام يفوق احترامهم للرسل والأنبياء ، والتماس الأعذار لأخطائهم وهفواتهم وتقديمهم للأمة جنبا " إلى جنب مع النبي لهم سنن واجبة الاتباع تماما " كسنة الرسول . وإذا تعارضت سننهم مع سنن الرسول ترجح سنن أبناء البطون ، ويمكن للواحد من هؤلاء البارزين أن يقول للرسول وجها " لوجه : ( أنت تهجر ولا حاجة لنا بوصيتك ) فتصفق جميع البطون لهذا القائل وتؤيده ، وتقول أمام الرسول : ( إن الرسول يهجر والقول ما قاله عمر ) ، كما حدث يوم الرزية والنبي على فراش الموت [4] .



[1] راجع سنن الدارمي 1 / 125 ، وسنن أبي داود 2 / 126 ، ومسند أحمد 2 / 162 و 207 و 216 ، ومستدرك الحاكم 1 / 105 و 106 .
[2] راجع صحيح البخاري 4 / 31 و 7 / 9 ، 1 / 37 ، و 2 / 132 ، وصحيح مسلم 2 / 16 و 5 / 75 ، وصحيح مسلم بشرح النووي 11 / 94 - 95 ، تاريخ الطبري 2 / 192 .
[3] راجع التفصيل والمراجع في مبحث ( الإمامة أو الولاية أو القيادة من بعد النبي ) من هذا الكتاب .
[4] راجع كتابنا نظرية عدالة الصحابة ص 286 وما بعدها تجد التفصيل والمراجع .

138

نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست