نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 110
ولما هاجر الرسول من مكة إلى المدينة ، حمل معه كل ما كتاب ، وهكذا فعل علي بن أبي طالب ، وجميع المسلمين الذين كتبوا القرآن . وما كتب في هذه المرحلة سمي بالمكي . وما كتب بعد الهجرة سمي بالمدني ، وقد تحتوي السورة الواحدة علي آيات مكية وأكثرية مدينة أو العكس ، فكيف أمكن معرفة ذلك إن لم يك مكتوبا " ؟ . وبعد آونة وجيزة من استقرار النبي في المدينة ، أصبح رسول الله رئيس الدولة أو إمامها ووليها وقائدها ، صار له كتاب وحي ، وعنده قادة ، وصار القرآن الكريم قانون الدولة الجديدة ، واستمر الوحي بالنزول على رسول الله وتابع رسول الله كتابة القرآن وجمعه ، وتابع سكان المدينة المنورة ما أنزل من القرآن ، وقام منافقو المدينة بعمل مشركي مكة ، فكانوا يتابعون ما ينزل من القرآن ، وقد يكتبونه بحثا " عن مثالب ومطاعن ليسربوها سرا " من خلال شائعاتهم . وتابع المسلمون الصادقون ما أنزل من القرآن فكتبه من يحسن القراءة والكتاب منهم لغايات الحفظ والفهم والدراسة والأجر معا " . وعندما أعلن اكتمال نزول القرآن ، كان القرآن كله مكتوبا " عند رسول الله ومجموعا " ومؤلفا " ، ومكتوبا " ومجموعا " ومؤلفا " عند علي بن أبي طالب ، وعند الكثير من الصحابة ، وقد كتب علي بن أبي طالب على نسخته الكثير من الحواشي التي أملاها رسول الله عليه وهي بمثابة تفسير . ولا خلاف عند أحد من المسلمين على أن القرآن هو كلام المعجز ، وأن العرب هم أهل الفصاحة ، وكانوا يعشقونها ، لقد كتب العرب ما هو أقل أهمية من القرآن ، فقد كتبوا المعلقات السبع وعلقوها داخل الكعبة بعد أن حفظوه خلال مدة 23 عاما " ! ؟ وهم الذين كتبوا وحفظوا مئات القصائد الشعرية وفق ترتيب الشعراء لهذه القصائد ! فكيف لا يحفظون ولا يكتبون القرآن ، وهو قانون الدولة النافذ وطريق الصعود والهبوط ! ؟ وفي جحة الوداع أعلن : ( أني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي . . . ) ،
110
نام کتاب : مساحة للحوار نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 110