نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 283
طاعة مطلقة في جيش الشام ، تقابلها انشقاقات وتجزئات داخل جيش العراق . كل هذا وأكثر منه ، جعل معنويات الجيش العراقي تنهار ، وتلتمس الاستقرار ، وحطام الدنيا . أدرك معاوية أن الإمام الحسن بقي وحده في الميدان ، وأن جيشه لا يعدو كونه نمور من ورق ، يعشعش الرعب والتمزق في أعماقها . وأدرك أن صلح الحسن إنما كان لأن هذا الأخير لم يجد عليه عونا [221] ، فهو صلح من موقف ضعف ، ضعف في الأمة ! لذلك مزق معاوية الوثيقة ، ونقض العهد ، وتلاعب بالأوراق . استمر معاوية في سب الإمام علي ( ع ) ولعنه على المنابر ، وصارت سنة لأهل الشام يرددونها بعد كل صلاة ، وكأن الصلاة لا تقبل إلا بسب علي ( ع ) . هذا الذي قام الإسلام به ، وبه كان الصحابة يميزون بين منافق مبغض له ومؤمن محب له ، حتى قال الشاعر : أعلى المنابر تعلنون بسبه * وبسيفه نصبت لكم أعوادها وذكر صاحب العقد الفريد - إن أبا عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة - زوجة الرسول صلى الله عليه وآله فقالت لي : أيسب رسول الله صلى الله عليه وآله فيكم ؟ فقلت : معاذ الله ، أو سبحان الله ، أو كلمة نحوها فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من سب عليا فقد سبني . وقال يومها مروان بن الحكم : لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك - أي بسب علي ( ع ) [223] . ثم رفض معاوية أن يسلم للحسن ، خراج دار ابجرد ، لدعم الفقراء من
[221] - يذكر ابن مسكويه في تجاربه إن الإمام الحسن قال : يا أهل العراق ، إنه سخي بنفسي عنكم ثلاث : قتلتم أبي ، وطعنكم إياي ، وانتهابكم متاعي . ( 222 ) - كما في مستدرك الصحيحين : عن أبي عبد الله الجدلي . [223] - الصواعق المحرقة ص 33 .
283
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 283