نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 257
منه وبيته في قريش كما قد علمت ؟ فإن خفت أن يقول الناس : ليست له سابقة ، فقل وجدته ولي عثمان الخليفة المظلوم والطالب بدمه الحسن السياسة والتدبير وهو أخو أم حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله وكاتبه وقد صحبه وعوض له بسلطان . فقال أبو موسى : يا عمرو اتق الله ! فأما ما ذكرت من شرف معاوية فإن هذا ليس على الشرف تولاه أهله ، ولو كان على الشرف لكان لآل أبرهة ابن الصباح ، إنما هو لأهل الدين والفضل ، مع أني لو كنت معطيه أفضل قريش شرفا أعطيته علي بن أبي طالب . وأما قولك : إن معاوية ولي دم عثمان فوله هذا الأمر ، فلم أكن لأوليه وأدع المهاجرين الأولين ، وأما تعويضك لي بالسلطان ، فوالله لو خرج معاوية لي من سلطانه كله لما وليته ، وما كنت لأرتشي في حكم الله ! . قال عمرو : فما يمنعك من ابني وأنت تعلم فضله وصلاحه ؟ فقال : إن ابنك رجل صدق ولكنك قد غمسته في هذه الفتنة . فقال عمرو : إن هذا الأمر لا يصلح إلا لرجل يأكل ويطعم ، وكانت في ابن عمر غفلة ، فقال له ابن الزبير : افطن فانتبه ! فقال : والله لا أرشوا عليها شيئا أبدا . وقال : يا ابن العاص ، إن العرب قد أسندت إليك أمرها بعدما تقارعوا بالسيوف فلا تردنهم في فتنة . ويذكر المؤرخون ، أن عمرا قد عود تقديم أبي موسى في الكلام ، بقوله : أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وأسن مني فتكلم ، وتعود ذلك أبو موسى . وكان أبو موسى يريد أيضا خلع الاثنين ، وإثبات ابن عمر ، فأبى عليه ذلك عمرو . وقال له : خبرني ما رأيك ؟ قال : أرى أن نخلع هذين الرجلين ونجعل الأمر شورى فيختار المسلمون لأنفسهم من أحبوا . وقال عمرو : الرأي ما رأيت . وقال له : يا أبا موسى أعلمهم أن رأينا قد اتفق . فقال أبو موسى : إن رأينا قد اتفق على أمر نرجو أن يصلح الله به أمر هذه الأمة .
257
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 257