نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 258
فقال عمرو : صدق وبر ، تقدم يا أبا موسى نتكلم . تقدم أبو موسى وقال : أيها الناس إنا قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر أصلح لأمرها ولا ألم لشعثها من أمر قد أجمع رأيي ورأي عمرو عليه ، وهو أن نخلع عليا ومعاوية ، ويولي الناس أمرهم من أحبوا ، وإني قد خلعت عليا ومعاوية فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من رأيتموه أهلا ، ثم تنحى [192] . فقام عمرو فقال : لكني خلعت صاحبه عليا كما خلع ، وأثبت معاوية . يقول الطبري [193] ، إنهما لم يبرحا مجلسهما حتى استبا ، ثم خرجا إلى الناس ، فقال أبو موسى : ( إني وجدت مثل عمرو مثل الذين قال الله عز وجل : ( واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها ) ( الأعراف : 174 ) . فقال عمرو : أيها الناس إني وجدت مثل أبو موسى كمثل الذين قال الله عز وجل : ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها ، كمثل الحمار يحمل أسفارا ) ( الجمعة : 5 ) . كانت القضية من بدايتها خاطئة ، لأنها قائمة على مكيدة التحكيم . والإمام علي ( ع ) لم يكن فقط يملك ورعا وتقوى يحول دونه والمكيدة . بل أيضا كان يتوفر على قدر لا يوزن من البصيرة ، أدرك من خلاله طبيعة اللعبة ، فرفض التحكيم واستشرف مأزقه ، غير أن الكثير ممن كان معه ، كان يملك إيمانا مقلوبا ، ورتوشا ( أخلاقوية ) زائدة على المبدأ والسلوك . لم يكن عمرو بن العاص يجهل قدر علي ( ع ) ولكنه سلك اختيارا - لعوامل شتى يقتضي تفويت الخلافة إلى معاوية ، أما أبو موسى الأشعري ، فقد كان رجلا من أولئك ( الأخلاقويين ) ، الفاقدين
[192] - ابن الأثير في التاريخ / ج 3 - ص 231 - 232 . [193] - وكذا ورد في بن الأثير ومسكويه و .
258
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 258