نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 249
له خدع يحار العقل منها * مزخرفة صوائد للفؤاد فوشط في الكتاب عليه حرفا * يناديه بخدعته المنادي [182] لم يكن عمرو وهو يتدرج بالجبر ، يؤمن بأن هذا الواقع منسوب ، لله فعلا ، إنما هو الدهاء ، هو الاختباء وراء أستار مهلهلة من الفكر الهزيل . حيث له من يصدقه من رعاع العرب . وما كان لعمرو إلا أن يرحل من فلسطين إلى معاوية ، ليرتب معه الصفقة . وكان علي ( ع ) محيطا بملابسة الأمور . وعز عليه السخاء بأمة محمد لصالح الطلقاء . وفضل أن يموت وتموت معه الأمة الصالحة ، ليبقى معاوية على أمة غير هذه ، كيف يقبل أبو الحسن ( ع ) وهو الذي ما وقف سيفه في المعترك . وبه قام الإسلام . ولقد حرص أولو النظر المحدود ، وأصحاب الحلول الوسط على إقناع علي ( ع ) بإثبات معاوية - في ولاية الشام . غير أنه أبى . فالقضية ليست سياسية حتى تخضع لهذا المفهوم ، وما كان أبو الحسن ( ع ) غافلا عن هكذا مفاهيم صغيرة ، وهو من حل كل معضلة طرحت في حضرته . إنها قضية إسلام أو جاهلية جديدة ، قضية موت أو حياة بالنسبة له ، ولم يكن يهتم ، إن كان أبو بكر وعمر وعثمان قد أثبتوا معاوية على الشام . إن عليا ( ع ) أزيح عن الخلافة بعد عمر ، لأنه رفض السير على سيرة الشيخين ، وما كان يحتاج إلى سنة الشيخين فيكفيه سنة رسول الله صلى الله عليه وآله لقد أبى إلا أن يحكم شرع الله فيهم ، مجردا عن شوائب اللعبة والتوازنات . . ولذلك قال ( ع ) والله لا أعطيه - معاوية إلا السيف ، وقال : وما ميتة إن متها غير عاجز * بعار إذا غالت النفس غولها وكيف يخاف علي ( ع ) شوكتهم ، وكيف يرده عجرهم وبجرهم ، فما أحصى التاريخ عن علي ( ع ) هذه الهناة . بعث ( ع ) إلى معاوية جريرا ، يطلب منه البيعة ، وكان الأشتر قد اعترض