نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 250
على ذلك ، ورأى أن هوى الرجل من هواهم ، غير أن عليا ( ع ) لم يكن يحتاج إلى من يقنعهم أكثر ، فهو يدرك ببصير الإسلام . إن هؤلاء يدركون الحق والضلال معا ، غير أنهم اختاروا الضلال . ولا بد فقط من إثبات الحجة ، للخروج إليهم ، وقطع دابرهم إلى الأبد . كان علي ( ع ) يملك ورقة ( الحق ) بينما غطى معاوية وعمرو باطلهما بدهائهما ، فعزفا على وترين : 1 - الرشاوي المالية . 2 - التضليل الإعلامي . كانت الرشوة للذين تاجروا في هذه الحرب متجاوزين إيمانهم بالحق الذي مع علي ( ع ) حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( علي مع الحق والحق مع علي يدور معه أينما دار ) هؤلاء باعوا دينهم لمعاوية فلا بد لهم من مقابل . ومثال على ذلك عمرو بن العاص ، وأبو هريرة ومن لف لفهم من الخونة المندسين . والتضليل لأولئك القشريين ، الذين اكتفوا بمعرفة سطوح الدين ، ولبسوا الإسلام ، لبس الفرو مقلوبا ، فتضليلهم يمر بطريقين : 1 - تحريف الحقائق وتزييف الواقع في أذهانهم ، والضرب على وتر عواطفهم وأحاسيسهم البسيطة . وذلك كأن يرفع معاوية وعمرو بين الفينة والأخرى قميص عثمان ، ويستثيروا الروح العشائرية والانتقامية من جهة ، ثم تصوير علي ( ع ) وجنوده كالمجرمين مثل ما فعل عمرو حين خطب في جمهور الشامين : ( إن أهل العراق قد فرقوا جمعهم ، وأوهنوا شوكتهم وقطعوا حدهم . ثم إن أهل البصرة مخالفون لعلي وقد قتلهم ، ووترهم ، وتفانت صناديدهم يوم الجمل ، وإنما سار علي في شرذمة قليلة ، منهم من قتل خليفتكم ، فالله في حقكم أن تضيعوه ، وفي مدمكم أن تبطلوه ) [183] .