نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 210
لذلك لجأ إلى إغراق المجتمع في الحاجة والتطلب المادي . كان رأي عثمان ، أن يشرك الفئة المتمردة من كبار الصحابة في العطايا . كما استوحى فكرة الانحراف بالمال ، على الفئة المتمردة اقتصاديا ، من عميله عبد الله بن سعد ، حيث لما استشاره من بين مستشاريه قال : ( يا أمير المؤمنين ، الناس أهل طمع ، فأعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم ) [133] . ويذكر مسكويه في تجاربه إنه تم فعلا تطبيق هذه الخطة بأشملها : فرد عثمان عماله على أعمالهم ، وأمرهم بالتضييق على من قبلهم ، وأمرهم بتجمير الناس في البعوث وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه ويحتاجوا إليه . ورد سعيد بن العاص أميرا على الكوفة [134] . وكان أول ما منع عثمان ، عطاء ابن مسعود - كما تقدم ومكن للزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف . . فكانوا من أثرياء العرب يومها . وحاول ذلك مع أناس كثير فرفضوا إغراءه . وكان محمد بن أبي حذيفة ممن ألب عليه بمصر . وأرسل عثمان على أثر ذلك بمال وكسوة ، فرفض الفتى ذلك في المسجد وقال : انظروا يا معشر المسلمين إلى عثمان ! يريد أن يخدعني عن ديني بالرشوة . وقد سبق لعثمان أن عزل عبد الله بن الأرقم ، أو بالأحرى هو استقال لما ادعى عثمان إنه خازن لبيت أهله . وأعطى المفاتيح بعده لزيد بن ثابت . ويروي الواقدي : إن عثمان أمر زيد بن ثابت أن يحمل من بيت مال المسلمين إلى عبد الله بن الأرقم في عقيب هذا الفعل ثلاثمائة ألف درهم . فلما أدخل بها عليه ، قال له : يا أبا محمد إن الأمير عثمان أرسل إليك يقول : إنا قد شغلناك عن التجارة ، ولك رحم أهل حاجة ، ففرق هذا المال فيهم ، واستعن به على عيالك . فقال عبد الله بن الأرقم : ما لي إليه حاجة . وما عملت لأن يثيبني عثمان والله
[133] - مسكويه في التجارب / ص 272 / ج 1 . [134] - نفس المصدر وكذلك ذكره الطبري .
210
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 210