نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 211
إن كان هذا المال من بيت مال المسلمين ما قدر عملي إن أعطى ثلاثمائة ألف ، ولئن كان من مال عثمان ما أحب أن أرزأه من ماله شيئا . وما في هذه الأمور أوضح من أن يشار إليه وينبه عليه . هذه باختصار هي السياسة المالية غير المتوازية التي كان يسلكها عثمان . ففئة يرى تفقيرها بمنع العطاء عنها ، وفئة أخرى يرى إغراءها بالأموال . أما أقرباؤه فقد أثبت ملكهم ، بأن وسع عليهم توسيعا . كانت هذه السياسة في مجملها كالسحر إذ ينقلب على الساحر . وكان على بني أمية أن ينقضوا على الحكم كله . فعثمان رجل مهما كان فهو أضعف في رأي الأمويين من معاوية . وسياسة معاوية تقضي بتقتيل المعارضة ، وهذا ما رفضه عثمان لأسباب معينة . كان موقف معاوية أن يقتل المعارضين ، فأبى عثمان ذلك ، خوفا من استفحال الأزمة . وطلب منه معاوية أن يصطحبه إلى الشام ، حيث يدافع عنه برجاله . فأبى عثمان . قال معاوية لعثمان غداة ودعه : ( يا أمير المؤمنين ، انطلق معي إلى الشام قبل أن يهجم عليك من لا قبل لك به ، فإن أهل الشام على الأمر ، لم يزولوا ) . فرفض عثمان . فطلب منه أن يبعث إليه جندا منهم يقيمون بين ظهراني أهل المدينة لنائبة إن نابت . فرفض عثمان . قال له معاوية ( والله يا أمير المؤمنين لتقاتلن ، ولتغزين ) . فقال معاوية : ( يا أيسار الجزور ، وأين أيسار الجزور ! ثم خرج [135] . عرف معاوية أن الأمر يسير هذه الوجهة . فعليه أن يقوي جيشه ليستعد
[135] - تجارب الأمم ، وكذا الطبري وفي لفظ هذا الأخير : لتغتالن ، ولتغزين .
211
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 211