responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 209


اللوم فغضب عليه عثمان ، وأمره بالذهاب إلى الربذة . فغضب بني مخزوم وكذا الإمام علي ( ع ) ولاموا عثمان . فقال هذا الأخير لعلي ( ع ) .
( ما أنت بأفضل من عمار ، وما أنت أقل استحقاقا للنفي منه .
غير أن عليا ( ع ) لم يكن إلى هذا المستوى من الضعف ، ولعل عثمان اغتر بنفوذ حكمه العشائري ، غير أن عليا ( ع ) رد عليه : رم ذلك إن شئت .
وتوسط المهاجرون إلى عثمان ، ولاموه جميعا ، فلم يتخذ إجراءاته في حق عمار ولا علي ( ع ) . وهذا النهج الذي سلكه عثمان في كبت الرأي ، واستضعاف الكلمة الرسالية وإسقاط مركزية الصحابة ورفع وتوسيع نفوذ بني أمية لم يكن ليقضي على شعلة الإسلام في نفوس الفئة الاصلاحية . ولم يكن القمع يخيف قوما قام على أكتافهم الإسلام ، وخاضوا أشرس الحروب وأضراها ، وقدموا مهجهم في سبيل نصرة الرسالة . لم تكن هذه الأساليب الطاغوتية ، لترد فئة بايعت الرسول صلى الله عليه وآله في بيعة الرضوان على أن لا تفرو الزحف ، وعلى بذل الغالي والنفيس في رفع راية الإسلام . ولذلك ازداد التمرد . وازداد الناس بصيرة في عثمان وأهله . وكان عثمان يقاتلهم قتال من يحرص على ملكه لا من يهدف خلافة الرسول في مسؤولية الأمة .
لكن عثمان رغم ذلك لم ييأس في محاولاته في لمحاصرة المد الثوري . فراح يطبق خططه الأخرى مع خططه الأولى ومن ذلك :
المسلك الثالث : - كان هذا المسلك هو التخفيض من الاتجاه الأيديولوجي الإسلامي للمجتمع ، بحيث ، لا تبقى روح الإسلام تغزو كل قلب ، مما يجعل الناس يشعرون بالمسؤولية تجاه مفاسد السلطة . لأن تعاظم الأيديولوجية الإسلامية في نفوس المجتمع ، هي التي تخلق حالة من اليقظة والرقابة فيه . وحاول أن يسلك طريق التمييع للمجتمع عبر وسيلتي التفقير ، والإغناء . التفقير للعناصر المتمردة عشائريا . والإغناء . للفئات المتمردة دينيا واقتصاديا ، الأولى بمقتضى ( جوع كلبك يتبعك ) والثانية بمقتضى ( اشتر صمت عدوك بالمال ) .

209

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست