responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 20


الإسلامية ، التي جاءت لتعلم الناس قيم السماء ، لا قيم الأرض .
فماذا تكون قيمة أبي هريرة مثلا في ميزان الدين ، حتى نعطل البحث بسبب التقديس عن الحقيقة التأريخية . وفي سبيل التغطية على فضائحها ، نلجأ لتزوير الحقائق كلها ، وهل ( أبو هريرة ) أصل من أصول العقيدة ، حتى يحرم علي محاسبته تأريخيا ، والاعتراف بأفعاله القباح ! أوليس من الإفك أن نسكت من فضائحه ، فتختلط بحقائق الدين ، ليكون الإسلام ضحية كل تلك المفاسد .
إن أبا هريرة مثلا ليس شخصية قديمة نستغني عن كشف حقيقتها ، لأنه حاضر فينا ، وهو ( كمبيوتر ) معاوية الخاص بالرواية ، مع أنه آخر من أسلم ، ولم يعش مع الرسول صلى الله عليه وآله طويلا . فمن هو هذا الذي وضع نفسه أو وضعوه هم ، راوية لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله في زمن الإمام علي ( ع ) وإن أمة تميل إلى أبي هريرة وتقوي مروياته ، وتترك الإمام علي ( ع ) وتضعف أحاديثه ، هي في حق التاريخ وحق الإنسانية ، أقبح أمة يمكن الانتساب إليها ! أليس هذا هو واقعنا ، إننا لم نعد نجد الإمام علي ( ع ) إلا في الكتابات المسيحية [2] والاستشراقية ، وقل أن تجد من الأمة من أنصف هذا العملاق المجهول . وعندنا كتب النسائي وهو أحد شيوخ الحديث المشهورين لدى السنة كتابا أسماه ( خصائص الإمام علي ) تلقى بذلك عقابا شديدا وأخضع للسياط ، واتهمه بعد ذلك ( ابن تيمية ) بالتشيع ، وصنفه هو وابن عبد البر في الذين تشيعوا بالحديث ! ! ؟ .
إن التعامل مع التاريخ ، هو تعامل مع مشروع ماضوي منتظم في نظرية قائمة . والنظرية هذه ومع امتداد الزمن اكتسبت أنيابا حادة ، تمارس بها تهويلا على الباحث . وبهذه الأنياب ، بقي التأريخ لغزا إلى أن كسب قدسيته المطلقة .



[2] أقصد ما كتبه نصري سلهب ( في خطى علي 40 ) وجورج جورداق ( الإمام علي صوت العدالة الإنسانية ) .

20

نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست