نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 197
فهي الفئة الحضارية الوحيدة التي تميزت منطلقاتها في الرفض ، وهي الفئة المعارضة في زمن الخليفتين أيضا . وتتشكل من آل البيت ( ع ) بقيادة الإمام علي ( ع ) وقوم لهم سابقة في الإسلام وممن أخلص الصحبة . منطلقهم هو الاصلاح عبر تحقيق الإمامة ! ويشهد التاريخ ، بأنهم ظلوا مخلصين لهذا التوجه ، ومات كثير منهم في هذا الخطر . وكان عمار بن ياسر منذ البداية مع الإمام علي ( ع ) ، ومن الذين رفضوا بيعة أبي بكر . واستمر رافضا بيعة عمر إلا قهرا . ورفض بيعة عثمان ، وما زال ضده حتى قتل ، واستمر كذلك حتى استشهد في ( صفين ) ، حيث يقاتل في جيش الإمام علي ( ع ) : [118] هؤلاء كانوا هم رواد الاصلاح في المجتمع الإسلامي . فكانوا ينطلقون من هذه الخلفية . بيد أن ذلك لا يمنعهم من توظيف الحالة الاجتماعية في خط التحريض على الانقلاب . وكان هؤلاء يتحركون على صعيدين ، الأول : توفير عوامل الهدم من خلال زرع قناعات سلبية تجاه حكومة عثمان ، الثاني : توفير عوامل البناء ، من خلال الطرح الإيجابي وهو الدعوة إلى خط ( آل البيت ( ع ) ) . ذكر ابن أبي الحديد ، أنه تكلم بنو هاشم وبنو أمية ( أثناء مشاورات الستة بعد مقتل عمر ) وقام عمار ، فقال : أيها الناس ، إن الله أكرمكم بنبيه وأعزكم بدينه ، فإلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم ! فقال رجال من بني مخزوم : لقد عدوت طورك يا ابن سمية ، وما أنت وتأمير قريش لأنفسها ) . وذكر أن المقداد قال في نفس المقام : ( تالله ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، واعجبا لقريش ! لقد تركت رجلا ما أقول ولا أعلم أن أحد أقضى بالعدل ولا أعلم ولا أتقى منه ! أما والله لو أجد أعوانا ! فقال عبد الرحمن : إتق الله يا مقداد ، فإني خائف عليك الفتنة .
[118] - ونحن نتسأل ، ما السر وراء هذا الالتزام بخط علي ( ع ) من قبل صحابي كبير وابن أول شهيدين في الإسلام . فهل هناك قرابة تشدهما أو مصالح دنيئة تجمع بينهما .
197
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 197