نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 140
وأصحابه فيذهبوا أبنصيبكم من هذا الأمر ) [51] . والذين بايعوا أبا بكر جريا على رأي عمر بن الخطاب من الأوس ، إنما فعلوا ذلك لأن حدة الصراع التاريخي بين الأوس والخزرج لا تزال حية في كثير من النفوس . وإنهم بايعوا أبا بكر فقط ، ليمنعوا الخزرج من هذا الامتياز . ذكر ابن الأثير : ( ولما رأت الأوس ما صنع بشير وما تطلب الخزرج من تأمير سعد . قال بعضهم لبعض ، وفيهم أسيد ابن حضير ، وكان نقيبا ، والله لئن وليتها الخزرج مرة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ولا جعلوا لكم فيها نصيبا أبدا . فقوموا فبايعوا أبا بكر . فبايعوه . فانكسر على سعد والخزرج ما أجمعوا عليه ، وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب ) . غير أن سعد بن عبادة ، لم ينكسر أمام هيمنة أبي بكر وعمر . وأبى أن يبايع وأدرك بعض الأنصار طبيعة اللعبة ، وأحاطوا بأطرافها وعلموا أنها بداية لمسيرة طويلة ، وأنها ستحول إلى ( دولة ) بين أبي بكر وعمر . وفي تلك اللحظة قال أبو بكر للحباب : أمنا تخاف يا حباب ؟ قال : ليس منك أخاف ، ولكن ممن يجئ بعدك . قال أبو بكر فإذا كان ذلك كذلك ، فالأمر إليك وإلى أصحابك . ليس لنا عليكم طاعة ، قال الحباب : هيهات يا أبا بكر ، إذا ذهبت أنا وأنت جاءنا بعدك من يسومنا الضيم ) ( 25 ) . إن معارضة ( سعد بن عبادة ( رض ) لبيعة أبي بكر ، تركت تحديا كبيرا لتيار ( الرأي ) وتشدده في الرفض لم يكن حبا في الإمارة ، بقدر ما هو رفض لأبي بكر وعمر بن الخطاب . وللطريقة التي ركبوها في إلغاء رأي الآخرين . وتثبيت أنفسهم . فقال يومها سعد ابن عبادة : أما والله لو أن لي ما أقدر به على النهوض ، لسمعتم مني في أقطارها زئيرا يخرجك أنت وأصحابك ، ولألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع . خاملا غير عزيز . فبايعه الناس جميعا ، حتى
[51] - ابن الأثير ( التاريخ الكامل ) ( ص 330 ) . ( 52 ) - الإمامة والسياسة ( بن قتيبة ص 9 ) مؤسسة الوفاء بيروت .
140
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 140