نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 139
الناس ، ( إلى أن قال ) والله ما زلتم مؤثرين إخوانكم من المهاجرين ، وأنتم أحق الناس ألا يكون هذا الأمر واختلافه على أيديكم ، وأبعد أن لا تحسدوا إخوانكم على خير ساقه الله تعالى إليهم وإنما أدعوكم إلى أبي عبيدة أو عمر . وكلاهما قد رضيت لكم ولهذا الأمر ، وكلاهما له أهل . فقال عمر وأبو عبيدة : ما ينبغي لأحد من الناس أن يكون فوقك يا أبا بكر ) [49] . كان المخطط الذي رسمه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ، وهم في طريقهم إلى السقيفة ، متكاملا . ولم يفصل لنا التاريخ فيما قيل بين الثلاثة وهم في طريقهم إلى الأنصار وليس من المنطق ، أن يسيروا كل هذه المسافة ، دون أن يتحدثوا في موضوع السقيفة . المخطط هو أن تكون الخلافة - لهؤلاء الثلاثة . على أن يؤازر بعضهم بعضا ، ويثني بعضهم على الآخر . وما دام أبو بكر هو المقرب في الحلف . قدموه على أن تكون الخلافة دولة بينهم ، فأقبل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة . فقالوا : ( يا معشر الأنصار ! منا رسول الله ، فنحن أحق بمقامه . وقالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ! فقال أبو بكر : منا الأمراء وأنتم الوزراء . فقام ثابت ابن قيس ابن شماس ، وهو خطيب الأنصار . فتكلم وذكر فضلهم . فقال أبو بكر ، ما ندفعهم عن الفضل ، وما ذكرتم من الفضل فأنتم له أهل . ولكن قريشا أولى بمحمد منكم . وهذا عمر بن الخطاب الذي قال رسول الله : ( اللهم أعز الدين به . وهذا أبو عبيدة الذي قال رسول الله فيه : أمير هذه الأمة ، فبايعوا أيهما شئتم ! فأبيا عليه وقالا : والله ما كنا لنتقدمك ، وأنت صاحب رسول الله وثاني اثنين فضرب أبو عبيدة على يد أبي بكر ، وثنى عمر ، ثم بايع من كان معه من قريش ) [50] . ولم يقتنع أغلبية الحاضرين بهذه ( اللعبة ) المكشوفة . فقد قام الحباب ابن المنذر وقال : ( يا معشر الأنصار املكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا
[49] - ابن قتيبة ( الإمامة والسياسة ) ( ص 5 - 6 ) مؤسسة الوفاء بيروت . [50] - تاريخ اليعقوبي .
139
نام کتاب : لقد شيعني الحسين ( ع ) نویسنده : إدريس الحسيني المغربي جلد : 1 صفحه : 139