قال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا . . ) [1] . فإذا كان إذهاب الرجس الذي يشمل كل الخبائث ، والتطهير من كل الذنوب ، لا يفيد العصمة ، فما هو المعنى إذا ؟ ؟ يقول الله تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) [2] . فإذا كان المؤمن التقي يعصمه الله من مكايد الشيطان إذا حاول استفزازه وإضلاله ، فيتذكر يبصر الحق فيتبعه ، فما بالك بمن اصطفاهم الله سبحانه وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . ؟ ويقول تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) [3] والذي يصطفيه الله سبحانه يكون بلا شك معصوما من الخطأ وهذه الآية بالذات هي التي احتج بها الإمام الرضا من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على العلماء الذين جمعهم الخليفة العباسي المأمون ابن هارون الرشيد وأثبت لهم بأنهم ( أي أئمة أهل البيت ) هم المقصودون بهذه الآية وبأن الله اصطفاهم وأورثهم علم الكتاب ، واعترفوا له بذلك [4] . هذه بعض الأمثلة مما جاء في القرآن الكريم وهناك آيات أخرى تفيد العصمة للأئمة كقوله ( أئمة يهدون بأمرنا ) غيرها ولكن نكتفي بهذا القدر روما للاختصار دائما .
[1] سورة الأحزاب آية 33 . [2] سورة الأعراف آية 201 . [3] سورة فاطر آية 32 . [4] العقد الفريد لابن عبد ربه ج 3 ص 42 .