responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 37


فلا بد للباحث أن يتجرد ويمحص أيضا أقوال الطرفين ويقارن بعضها ببعض ويحكم عقله حتى يتبين له الحق ، وذلك هو نداء الله سبحانه لكل فرقة تدعي الحق ، إذ يقول : قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين [ البقرة : 111 ] .
فليست الأكثرية بدالة على الحق : بل العكس هو الصحيح قال تعالى : وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله [ الأنعام : 116 ] . وقال أيضا : وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين [ يوسف : 103 ] . مثلما أن المتقدم الحضاري والتكنولوجي والثراء ليس دليلا على أن الغرب على حق والشرق على باطل قال تعالى : فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون [ التوبة : 55 ] .
قول أهل الذكر في الله تعالى يقول الإمام علي : الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور ، ودلت عليه أعلام الظهور ، وامتنع على عين البصير . فلا عين من لم يره تنكره . ولا قلب من أثبته يبصره ، سبق في العلو فلا شئ أعلى منه ، وقرب في الدنو فلا شئ أقرب منه . فلا استعلاؤه باعده عن شئ من خلقه ، ولا قربه ساواهم في المكان به . لم يطلع العقول على تحديد صفته ، ولم يحجبها عن واجب معرفته فهو الذي تشهد له أعلام الوجود على إقرار قلب ذي الجحود .
تعالى الله عما يقول المشبهون به والجاحدون له علوا كبيرا .
والحمد لله الذي لم يسبق له حال حالا فيكون أولا قبل أن يكون آخرا . ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا . كل مسمى بالوحدة غيره قليل ، وكل عزيز غيره ذليل . وكل قوي غيره ضعيف ، وكل مالك غيره مملوك ، وكل عالم غيره متعلم ، وكل قادر غيره يقدر ويعجز ، وكل سميع غيره يصم عن لطيف الأصوات ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها ، وكل بصير

37

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست