نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 93
ومن هنا يتبيّن لنا سرّ المكانة التي حظي بها عمر بن الخطّاب لدى قريش عامة ولدى بني أُمية خاصّة حتّى سمّوه بالعبقري ، وبالملهم ، وبالفاروق ، وبالعدل المطلق ، إلى أن فضّلوه على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وقد رأينا عقيدة عمر في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من يوم صلح الحديبية إلى يوم الرّزية ، أضف إلى ذلك أنّه منع الصحابة من التبرّك بآثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقطع شجرة بيعة الرضوان ( 1 ) ، كما توسّل بالعبّاس عمّ النبىّ ليُشعرَ الناس بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مات وانتهى أمره ، فلا فائدة حتى في ذكراه ، فلا لوم على الوهابية الذين يقولون بهذه المقالات ، فهي ليستْ جديدة كما يتوهّم البعض . ومن هنا فُتح الباب إلى أعْداء الإسلام والمستشرقين ليستخلصوا بأنّ محمّداً رجلٌ عبقري عرف أنّ قومه وثنيّين تربّوا على عبادة الأصنام فأزال الأصنام ، ولكنّه أبدلهم بذلك حجراً أسوداً . ونرى بعد كلّ هذا عمر هو بطل المعارضة لكتابة الأحاديث النبويّة ، حتّى يحبس الصحابة في المدينة ، ويمنع آخَرين من الحديث ، ويحرق كتب الحديث حرصاً منه بأن لا تتفشّى السنّة النبوية بين النّاس . ونفهم أيضاً من خلال ذلك لماذا بقي علي حَبيس الدّار لا يخرج إلاّ عندما يُدعى لحلّ معضلة عجز عنها الصّحابة ، ولم يُشركه عمر في منصب
1 - المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي 2 : 269 وسنده صحيح ، فتح الباري لابن حجر العسقلاني 7 : 345 .
93
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 93