نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 92
مبالغين إذا قلنا بأنّه هو الحاكم الفعلي حتّى في خلافة أبي بكر نفسه ، فقد حكى بعض المؤرّخين بأنّ المؤلّفة قلوبهم لما جاؤوا لأبي بكر لأخذ سهمهم الذي فرضه الله لهم جرياً على عادتهم مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فكتب لهم أبو بكر بذلك ، فذهبوا إلى عمر ليتسلّموا منه فمزّق الكتاب وقال : لا حاجة لنا بكم فقد أعزّ الله الإسلام وأغنى عنكم ، فإن أسلمتم وإلاّ فالسيف بيننا وبينكم ، فرجعوا إلى أبي بكر ، فقالوا له : أنت الخليفة أم هو ؟ فقال : بل هو إن شاء الله تعالى ، وأمضى ما فعله عمر ( 1 ) . ومرّة أُخرى كتب أبو بكر لصحابيين قطعة من الأرض وأرسلها لعمر ليمضي فيه ، فتفل فيه عمر ومحاه ، فشتماه ورجعا لأبي بكر يتذمّران فقالا : ما ندري أأنت الخليفة أم عُمر ؟ ! فقال : بل هو ، وجاء عمر مغضباً إلى أبي بكر وقال له : ليس من حقّك إعطاء الأرض إلى هذين ، فقال أبو بكر : لقد قلتُ لك بأنّك أقوى منّي على هذا الأمر ولكنّك غلبتني ( 2 ) .
1 - بدايع الصنائع لأبي بكر الكاشاني 2 : 45 ، النصّ والاجتهاد لشرف الدين : 43 . 2 - الإصابة 4 : 640 ، ترجمة عيينة بن حصن . وجاء في السيرة الحلبية 3 : 512 : " وفي كلام سبط ابن الجوزي أنّه [ أي أبو بكر ] كتب لها بفدك ، ودخل عليه عمر فقال : ما هذا ؟ فقال : كتاب كتبته لفاطمة بميراثها من أبيها ، فقال : مما تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ، ثمّ أخذ عمر الكتاب فشقه " . وفي المصنّف لأبن أبي شيبة 7 : 641 " اقطع أبو بكر طلحة أرضاً وكتب له بها كتاباً وأشهد به شهوداً منهم عمر ، فأتى طلحة عمر بالكتاب فقال : اختم على هذا ، قال : لا أختم عليه ، هذا لك دون الناس ؟ فانطلق طلحة وهو مغضب ، فأتى أبا بكر فقال : والله ما أدري أأنت الخليفة أو عمر ، قال : لا بل عمر لكنّه أبى " . وفي كنز العمال 12 : 583 : " إن عمر مزّق الكتاب ومحاه " .
92
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 92