نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 88
يهجُر ، ويشاركونه في منع النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من كتابة الكتاب ، وأعتقد بأنّ ذلك كان هو السبب الرئيسي في سكوت النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الكتابة ; لأنّه علم بوحي ربّه بأنّ المؤامرة قوية ، وقد تهدّدُ مسيرة الإسلام بكامله إذا ما كُتب ذلك الكتاب . ذلك الكتاب الذي أراد به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحصين أُمّته من الدخول في الضّلالة ، فإذا بالمتآمرين يقلّبون الموقف ، ويصبح ذلك الكتاب ( إذا ما كُتبَ ) سبب الضلالة والانقلاب عن الإسلام . فكيف لا يُغيّر رسول الله - بأبي هو وأُمّي - وهو على تلك الحال من المرض على فراش الموت رأيهُ ، وبوحي من ربّه الذي يرنّ في أُذنيه ، ويملأُ قلبه حسرة وأسى على أُمّته المنكوبة ، قوله : * ( أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ ) * ( 1 ) . ولم تنزل هذه الآية عفوية ، بل هي نتيجة حتمية لما علمه الله سبحانه من دسائسهم ومؤامراتهم ومكرهم ، فهو يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور ، والذي يُعزّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّ ربّه أعْلمه عن كلّ ذلك وسلاّه ، وأجزاه خير ما يجزي نبي عن أُمّته ، ولم يحمّله مسؤولية ارتداد الأُمة وانقلابها ، بل قال له مسبقاً : * ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلا * لَقَدْ أضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإنسَانِ خَذُولا * وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً *
1 - آل عمران : 144 .
88
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 88