نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 444
وأكّد المحدّثون وأصحاب السنن قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعَلي : " ولا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافقٌ " ( 1 ) . أخرجه الترمذي في صحيحه ، والنسائي في سننه ، ومسند أحمد بن حنبل ، والبيهقي في سننه ، والطبري في ذخائر العقبى ، وابن حجر في لسان الميزان ، ولكنّ البخاري رغم ثبوت هذا الحديث عنده ، والذي أخرجه مسلم ورجاله كلّهم ثقات لم يخرج هذا الحديث ; لأنّه فكّر ثمّ قدّر ، بأنّ المسلمين سيعرفون نفاق كثير من الصّحابة ، ومن المقرّبين للرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . بهذه الإشارة التي رسمها من لا ينطق عن الهَوى إن هُو إلاّ وحيٌّ يُوحَى ، كما أن الحديث في حدّ ذاته فضيلة كبرى لعلي وحدَه دونَ سائر الناس ، إذ به يُفرقَ الحقّ من الباطل ، ويعرفُ الإيمان من النّفاق . فهو آية الله العُظمى ، وحجّته الكبرى على هذه الأُمة ، وهو الفتنةُ التي يختبر الله بها أُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد نبيّها ، ورغم أن النّفاق هو من الأسرار الباطنية التي لا يطّلعُ عليها إلاّ من يعلم خائنة الأعيُن وما تُخفي الصدور ، ولا يعرفها إلاّ علاّم الغيوب ، فإنّ الله سبحانه تفضّلا منه ورحمةً بهذه الأُمّة وضع لها علامةً ، ليهلك من هلك عن بيّنة ، وينجو من نجا عن بينة .
1 - مسند أحمد 1 : 95 وقال الشيخ أحمد شاكر : " إسناده صحيح وهو مكرّر 642 " ، سنن الترمذي 5 : 306 ح 3819 وصحّحه ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 137 ح 8487 ، مسند أبي يعلى 1 : 251 ح 291 ، المعجم الأوسط 2 : 337 ، تاريخ بغداد 8 : 416 ، تاريخ دمشق 42 : 271 ، أُسد الغابة 4 : 26 ، تذكرة الحفاظ للذهبي 1 : 10 ، سير أعلام النبلاء للذهبي 5 : 189 ، الإصابة 4 : 468 ، البداية والنهاية 7 : 391 وغيرها من المصادر .
444
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 444