responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 445


وأضْربُ لذلك مثالا واحداً على ذكاء البخاري وفطنته من هذه النّاحية ، ولذلك أعتقد شخصيّاً بأنّ أهل السنّة من الأسلاف فضّلوه وقدّموه لهذه الخاصيّة التي يمتاز بها على غيره ، فهو يحاول جهده أن لا يتناقض بأحاديث تخالف مذهبه الذي اختاره وتبنّاه .
فقد أخرج في صحيحه من كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها ، باب هبة الرّجل لامرأته والمرأة لزوجها :
قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله ، قالت عائشةُ رضي الله عنها : لما ثَقُلَ النّبيُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاشتدّ وجعُهُ ، استأذن أزواجه أن يُمرضَ في بيتي فأذِنَّ لَهُ ، فخرجَ بينَ رجُلينِ تَخُطُّ رجلاَهُ الأرضَ ، وكانَ بينَ العبّاسِ وبين رجل آخَرَ ، فقال عبيد الله : فذكرتُ لابن عبّاس ما قالتْ عائشةُ ، فقال لي : وهلْ تدري من الرَّجُلُ الذي لم تُسَمِّ عائشة ؟ قلتُ : لا ! قال : هو علىّ بن أبي طالب .
وهذا الحديث بالضبط أخرجه ابن سعد في طبقاته بسند صحيح في جزئه الثاني في صفحة 29 ، وكذلك صاحب السيرة الحلبية ، وغيرهم من أصحاب السنن وفيه : " إنّ عائشة لا تَطيبُ له نفساً بخير " ( 1 ) .
والبخاري أسقط هذه الجملة التي يستفاد منها أنّ عائشة تبغض عليّاً ولا تَطيق ذكر اسمه ، ولكن فيما أخرجه كفاية ودلالة واضحة لمن له دراية بمعارض الكلم ; وهل يخفى على أىّ باحث قرأ التاريخ ومحّصة ، بغض أُمّ


1 - مسند أحمد 6 : 228 ، عنه الألباني في إرواء الغليل 1 : 178 وصحّحه ، الطبقات الكبرى 2 : 233 ، السيرة الحلبية 3 : 486 .

445

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست