نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 435
" أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفْد بنحو ما كنت أجيزهم " ونسيتُ الثَّالثة . نعم ، هذه هي رزيّة يوم الخميس التي لعب فيها عمر دور البطولة ، فعارض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومنعه أنّ يكتب ، وبتلك الكلمة الفاحشة التي تعارض كتاب الله ، ألا وهي أنّ النّبي يهجر ، والبخاري ومسلم نقلاها هُنا بالعبارة الصحيحة التي نطق بها عمر ، ولم يُبدِّلاها ما دام اسم عمر غير وارد ، ونسبة هذا القول الشنيع للمجهول لا يضرّ . ولكن عندما يأتي اسم عمر في الرواية التي تذكر بأنّه هو الذي تلفّظ بها ، يصعب ذلك على البخاري ومسلم أن يتركاها على حالها ; لأنّها تفضَحُ الخليفة ، وتظهره على حقيقته العارية ، وتكشف عن مدى جُرأته على مقام الرّسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والذي كان يعارضُه طيلة حياته في أغلب القضايا . وعرف البخاري ومسلم ومن كان على شاكلتهم بأنّ هذه الكلمة وحدها كافية لإثارة عواطف كلّ المسلمين حتّى أهل السنّة ضدّ الخليفة ، فعمدوا إلى التّدليس ، فهي مهنتهم المعروفة لمثل هذه القضايا ، وأبدلوا كلمة " يهجُر " بكلمة " غلب عليه الوجع " ، ليبعدوا بذلك تلك العبارة الفاحشة ، وإليك ما أخرجه البخاري ومسلم في نفس موضوع الرزيّة : عن ابن عباس ، قال : لما حُضر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطّاب ، قال النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " هلّم أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده " ، فقال عمر : إنّ النبىّ قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت فاختصموا ، منهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم النّبي كتاباً لن تضلّوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلمّا أكثروا اللّغو
435
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 435