نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 393
يفعل ذلك ؟ أم هل لا يُستقبحُ منه ذلك ؟ ! وبمثل هذه الأحاديث يصبح حكّام بني أُميّة الذين لعنهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ودعا عليهم ، وجلد البعض منهم لارتكابهم الفاحشة ، وافتضحوا أمام النّاس عامّة ; يصبحون مظلومين بل يُصبحون مُزكّين ومرحومين ومقرّبين إلى الله . وهذه الأحاديث الموضوعة تكشف عن نفسها بنفسها وتفضح الوضّاعين ، فلم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سّباباً ولا لعّاناً ، ولا فاحشاً ولا متفحّشاً ، حاشاه . . حاشاه ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً أليماً . وتكفينا رواية واحدة أخرجها البخاري ومسلم عن عائشة نفسها لدحض هذه المزاعم الكاذبة . أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الأدب ، باب لم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاحشاً ولا متفحشاً : عن عائشة قالت : إن يهوداً أتوا النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالوا : السَّام عليكُم ، فقالت عائشة : فقلتُ : عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم ، قال النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " مهلا يا عائشة ، عليك بالرّفق ، وإيّاك والعنف والفحش " ، قلتُ : أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال : " أو لم تسمعي ما قلتُ ؟ رددتُ عليهم فيُستجابُ لي فيهم ، ولا يستجابُ لهم فىَّ " . كما أخرج مسلم في صحيحه كتاب البرّ والصلة والآداب بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نهى أن يكون المسلم لعّاناً ، ونهاهم حتى عن لعن الحيوان والدّواب ، وقيل له : يا رسول الله ادعُ على المشركين ، فقال : " إنّي لم أُبعث لعّاناً ، وإنّما بعثتُ رحمة " .
393
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 393