responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 394


وهذا هو الذي يتماشى مع الخلق العظيم ، والقلب الرحيم الذي اختصّ به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلم يكن يلعنُ ويسبّ ويجلد من لا يستحقّ ، إنّما إذا غضب فإنّه يغضب لله ، وإذا لعن فإنّه يلعن من يستحقّ اللّعن ، وإذا جلد فإنّما يجلد لإقامة حدود الله ، لا أن يجلد الأبرياء الذين لم تقم عليهم البيّنة أو الشهود أو الاعتراف .
ولكن هؤلاء غاضهم وأحرق قلوبهم أن تتفشّى الرّوايات التي فيها لعن معاوية وبني أُميّة ، فاختلقوا هذه الرّوايات للتّمويه على النّاس ، وليرفعوا مكانة معاوية الوضيعة ، ولذلك تجد مسلم في صحيحه بعد إخراج هذه الرّوايات التي تجعل من لعن الرسول لمعاوية زكاة ورحمة وقربة من الله ، يخرج حديث عن ابن عباس قال : كنتُ ألعبُ مع الصبيان ، فجاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فتواريتُ خلف باب ، قال : فجاء فحطأني حَطْأَةً وقال : " اذهبْ وادع لي معاوية " ، قال : فجئتُ فقلتُ : هو يأكلُ ، قال : ثمّ قال لي : " اذهب فادعُ لي معاوية " ، قال : فجئتُ فقلت : هو يأكُلُ ، فقالَ : " لا أشبع الله بطنَهُ " ( 1 ) .
ونجد في كتب التاريخ بأنّ الإمام النّسائي بعدما كتب كتاب الخصائص التي اختصّ بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، دخل الشام فاعترضه أهل الشام ، وقالوا له : لماذا لم تذكر فضائل معاوية ؟ فقال لهم : لا أعرف له فضيلة إلاّ " لا أشبع الله بطنَهُ " ، فضربُوه على مذاكيره حتى استشهد ( 2 ) . والمؤرّخون يذكرون بأنّ دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نفذتْ ، فكان معاوية يأكل ويأكل


1 - صحيح مسلم 8 : 27 كتاب البرّ والصلة والآداب ، باب من لعنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) . 2 - البداية والنهاية 11 : 14 حوادث سنة 303 ، باختلاف .

394

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست