نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 383
قال : فمكث عند النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فبينمَا نَحْنُ على ذلك أُتِيَ النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعرَق فيه تمرٌ ، والعَرَق المِكْتَلُ قال : " أينَ السَّائِلُ " ؟ فقال : أنا ، قال : " خُذْهُ فتَصَدَّقْ به " ، فقال الرّجل : أَعْلَى أَفْقَرَ منِّي يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها ( يريد الحرَّتينِ ) أهلُ بيت أفْقَرَ من أهْل بيتي ، فضحِكَ النّبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتّى بدت أنْيابُهُ ، ثم قَالَ : " أَطعمهُ أهْلَكَ " . أنظر كيف تصبح أحكام الله وحدود الله التي رسمها لعباده ، من تحرير رقبة على الموسرين ، والذين لا يقدرون على تحرير رقبة فما عليهم إلاّ إطعام ستّين مسكيناً ، وإذا تعذّر وكان فقيراً فما عليه إلاّ بالصوم ، وهو كفّارة الفقراء الذين لا يجدون أموالا كافية لتحرير أو لإطعام المساكين ، ولكن هذه الرواية تتعدّى حدود الله التي رسمها لعباده ، ويكفي أن يقول هذا الجاني كلمة يضحك لها الرّسول حتّى تبدو أنيابه ، فيتساهل في حكم الله ، ويبيح له أن يأخذ الصدقة لأهل بيته ! ! وهل هناك أكبر من هذه الفرية على الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فيصبح الجاني مُجازاً على ذنبه الذي تعمّده بدلا من العقوبة ؟ ! ، وهل هناك تشجيعاً أكبر من هذا لأهل المعاصي والفسقة ، الذين سيتشبّثون بمثل هذه الروايات المكذوبة ويرقصون لها ؟ ! وبمثل هذه الرّوايات أصبح دين الله وأحكامه لعباً وهزؤاً ، وأصبح الزاني يَفْتخر بارتكابه الفاحشة ، ويُتغنَّى باسم الزّاني في الأعراس والمحافل ، كما أصبح المفطر في شهر الصيام يتحدّى الصائمين ؟ ! كما أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الأيمان والنذور ، باب إذا حنث ناسياً :
383
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 383