نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 347
كان يعبد الله فإنّ الله حىّ لا يموت " . ولا بدّ لنا هنا من تعليقة صغيرة على هذا القول ، فهل كان أبو بكر يعتقد بأنّ في المسلمين من يعبُدُ محمّداً ؟ كلاّ وإنّما هو تعبير مجازي على شتم وانتقاص بني هاشم عامّة وعلي بن أبي طالب خاصّة ، الذين كانوا يفخرون على سائر العرب بأنّ محمّداً رسول الله منهم وهم أهله وعشيرته وأحقّ الناس به . وهو أيضاً تعبير عمّا أفصح به عمر بن الخطّاب يوم رزيّة الخميس عندما قال : " حسبنا كتاب الله يكفينا " ولسان حاله يقول : لا حاجة لنا بمحمّد فقد انتهى أمره وولّى عهده ، وهذا بالضّبط ما أكّده أبو بكر بقوله : من كان يعبدُ محمّداً فإنّه قد مَاتَ ، ويعني بذلك : يا من تفتخروا علينا بمحمّد تأخّروا اليوم فإنّه انتهى أمره ، وحسبنا كتاب الله فإنّه حي لا يموت . ومن الملاحظ أنّ علياً وبني هاشم كانوا يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكانوا يُبالغون في احترامه وتقديسه وتنفيذ أوامره ، واتّبعهم على ذلك الموالي من الصّحابة ، والذي كانوا غُرباء عن قريش ، وكانوا إذا بصق رسول الله بصقة تسارعوا إليها ليمسحوا بها وجوههم ، ويتخاصمون على فضل وضوئه أو على شعره ، وكلّ هؤلاء المساكين والمستضعفين كانوا شيعة لعلي من زمن النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو الذي سمّاهم بهذا الاسم ( 1 ) . أمّا عمر بن الخطّاب وبعض الصّحابة من سراة قريش ، فكانوا كثيراً ما
1 - الدر المنثور 6 : 379 سورة البيّنة ، المعجم الكبير 1 : 319 ح 948 ، فتح القدير للشوكاني 5 : 477 .
347
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 347