نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 285
فقد نقل البخاري في صحيحه في كتاب العلم ، باب كيف يقبض العلم قال : وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم : أنظر ما كان من حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاكتبه ، فإنّي خفتُ دروس العلم وذهاب العلماء ، ولا يقبل إلاّ حديث النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وليفشوا العلم ، وليجلسوا حتّى يُعلَّمَ من لا يعلمُ ، فإنّ العلمَ لا يهلكُ حتّى يكون سرّاً . فهذا أبو بكر يخطب في النّاس بعد وفاة النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلا لهم : إنّكم تحدّثون عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أحاديث تختلفون فيها ، والنّاس بعدكم أشدّ اختلافاً ، فلا تحدّثوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شيئاً ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه ( 1 ) . عجيبٌ والله أمر أبي بكر ! ها هو وبعد أيام قلائل من ذلك اليوم المشؤوم الذي سُمِّيَ برزيّة يوم الخميس ، يُوافق ما قاله صاحبه عمر بن الخطّاب بالضّبط عندما قال : إنّ رسول الله يهجر وحسبنا كتاب الله يكفينا ! ! وها هو يقول : لا تُحدّثوا عن رسول الله شيئاً ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله وحرّموا حرامه . والحمد لله على اعترافه صراحة بأنّهم نبذوا سنّة نبيّهم وراء ظهورهم ، وكانت عندهم نسياً منسياً ! ! والسّؤال هنا إلى أهل السنّة والجماعة الذين يدافعون عن أبي بكر وعمر ، ويعتبرانهما أفضل الخلق بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإذا كانت صحاحكم كما تعتقدون تروي بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " تركت فيكم خليفتين ما إن
1 - تذكرة الحفاظ للذهبي 1 : 3 .
285
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 285