نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 286
تمسكتم بهما لن تضلّوا أبداً : كتاب الله وسُنَّتي " - على فرض أنّنا سلّمنا بصحّة هذا الحديث - فما بال أفضل الخلق عندكم يرفضان السنّة ، ولا يقيمان لها وزناً ، بلْ ويمنعان النّاس من كتابتها والتحدّث بها ؟ ! وهل من سائل يسأل أبا بكر في أيّ آية وجدَ قتال المسلمين الذين يمنعون الزكاة ، وسبي نسائهم وذراريهم ؟ ! فكتاب الله الذي بيننا وبين أبي بكر يقول في حقّ مانعي الزكاة : * ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أخْلَفُوا اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) * ( 1 ) . وباتفاق جميع المفسّرين ، فإنّ هذه الآيات نزلت بخصوص ثعلبة الذي منع الزكاة على عهد النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أضف إلى ذلك بأنّ ثعلبة منع الزكاة ، وامتنع من أدائها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لأنّه أنكرها وقال هي جزية ( 2 ) . وقد شهد الله في هذه الآيات على نفاقه ، ومع ذلك فالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يقاتله ، ولم يأخذ أمواله بالقوة ، وكان قادراً على كلّ ذلك ، أمّا مالك بن نويرة وقومه فلم ينكروا الزكاة كفرض من فروض الدّين ، وإنّما أنكروا الخليفة الذي استولى على الخلافة بعد الرسول بالقوة والقهر ، وانتهاز الفرصة . ثمّ إنّ أمْر أبي بكر أغرب وأعجب عندما نبذ كتاب الله وراء ظهره ، وقد
1 - التوبة : 75 - 77 . 2 - تفسير الطبري 10 : 242 ، تفسير ابن كثير 2 : 388 ، زاد المسير لابن الجوزي 3 : 321 .
286
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 286