نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 280
وهل لنا أن نسأل عمر عن سرّ اقتناعه بقتال المسلمين ، الذين شهد هو نفسه بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حرّم قتالهم بمجرّد قولهم : لا إله إلاّ الله ، وعارض هو نفسه أبا بكر بهذا الحديث ، فكيف انقلب فجأة واقتنع بقتالهم ، وعرف أنّه الحقّ بمجرّد أن رأى أن قد شرح الله صدر أبي بكر ، فكيف تمت عمليّة شرح الصّدر هذه ، وكيف رآها عمر دون سائر الناس ؟ وإن كانت عملية الشرح هذه معنوية وليست حقيقيّة ، فكيف يشرح الله صدور قوم بمخالفتهم لأحكامه التي رسمها على لسان رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! وكيف يقول الله لعباده على لسان نبيّه : من قال : لا إله إلاّ الله حرامٌ عليكم قتْله ، وحسابه علىَّ ، ثمّ يشرح صدر أبي بكر وعمر قتالهم ؟ فهل نزل وحىٌّ عليهما بعد محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ أم هو الاجتهاد الذي اقتضته المصالح السيّاسية ، والتي ضربت بأحكام الله عرض الجدار ؟ أمّا دعوى المدافعين : بأنّ هؤلاء ارتدّوا عن الإسلام فوجب قتلهم ، فهذا غير صحيح ، ومن له أيّ اطّلاع على كتب التّاريخ يعلم علم اليقين أنّ مانعي الزكاة لم يرتدّوا عن الإسلام ، كيف وقد صلّوا مع خالد وجماعته عندما حلّوا بفنائهم . ثمّ إنّ أبا بكر نفسه أبطل هذه الدعوى الكاذبة بدفعه ديّة مالك من بيت مال المسلمين واعتذر عن قتله ، والمرتدّ لا يُعتذر عن قتله ولا تُدفع ديّته من بيت المال ، ولم يقل أحدٌ من السّلف الصالح أنّ مانعي الزكاة ارتدّوا عن الإسلام إلاّ في زمن متأخّر عندما أصبحتْ هناك مذاهب وفرق ، فأهل السنّة حاولوا جهدهم وبدون جدوى أن يبرّروا أفعال أبي بكر فلم يجدوا
280
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 280