responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 279


إذاً ، ليس بالغريب أن يقوم أبو بكر وحكومته بقتل المسلمين الأبرياء ، وانتهاك حرماتهم ، وسبي نسائهم وذريتهم ، وقد ذكر المؤرّخون بأنّ أبا بكر بعث بخالد بن الوليد فأحرق قبيلة بني سليم ( 1 ) ، وبعثه إلى اليمامة ، وإلى بني تميم وقتلهم غدراً بعدما كتّفهم ، وضرب أعناقهم صبراً ، وقتل مالك بن نويرة الصّحابي الجليل الذي ولاّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على صدقات قومه ثقة به ، ودخل بزوجته في ليلة قتل زوجها ( 2 ) ، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم .
وما ذنب مالك وقومه إلاّ أنّهم لمّا سمعوا بما حدث من أحداث بعد موت النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وما وقع من إبعاد عليّ وظلم الزّهراء حتى ماتت غاضبة عليهم ، وكذلك مخالفة سيّد الأنصار سعد بن عبادة وخروجه عن بيعتهم ، وما تناقله العرب من أخبار تُشكّك في صحّة البيعة لأبي بكر ، لكلّ ذلك تريّث مالك وقومه لإعطاء الزّكاة ، فكان الحكم الصّادر من الخليفة وأنصاره بقتلهم ، وسبي نسائهم وذريتهم ، وانتهاك حرماتهم ، وإخماد أنفاسهم ، حتّى لا يتفشّى في العرب رأي للمعارضة أو المناقشة في أمر الخلافة .
والمؤسف حقّاً أنّك تجد من يدافع عن أبي بكر وحكومته ، بل ويصحّح أخطاءه التي اعترف هُوَ بها ( 3 ) ، ويقول كقول عمر : والله ما هو إلاّ أن رأيتُ أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال ، فعرفتُ أنّه الحقّ .


1 - سير أعلام النبلاء للذهبي 1 : 372 ، الرياض النضرة 1 : 129 ح 302 . 2 - تاريخ الطبري 2 : 504 ، أُسد الغابة 4 : 296 ، البداية والنهاية 6 : 355 . 3 - عندما اعتذر لأخي مالك متمم وأعطاه ديّة مالك من بيت مال المسلمين وقال : إنّ خالداً تأوّل فأخطأ ( المؤلّف ) .

279

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست