نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 220
الصّحابة الأولين ، فغدر - أيضاً - بمالك بن نويرة وقومه ، ولمّا وضعوا السّلاح أمر بهم فكُتّفوا وضرب أعناقهم صبراً ، ودخل بزوجة مالك ليلى أم تميم في نفس الليلة التي قتل فيها بعلها ، ولمّا وقف عمر بن الخطاب يقتص منه وقال له : قتلت امرئاً مسلماً ثمّ نزوتَ على زوجته ! ! والله لأرجُمنّك بأحجارك يا عدوّ الله ! وقف أبو بكر إلى جانب خالد وقال لعمر : إرفع لسانك عن خالد فإنّه تأوّل فأخطأ ( 1 ) . وهذه قضية أُخرى يطول شرحها ويقبحُ عرضُها ، فكم من مظلوم يهضم حقّه ; لأنّ ظالمه قوىٌّ عزيز ، وكم من ظالم يُنصَرُ ظلمه وباطله ; لأنّه غنىٌّ ومقرّبٌ للجهاز الحاكم ! ! فهذا البخاري عندما يستعرض قصّة بنو جذيمة يبترها بتراً ويقول : بعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خالداً إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام ، فلم يُحسنوا أن يقولوا أسلمنا ، فجعلوا يقولون : صبأنا صبأنا . فهل كان بنو جذيمة فرس أم أتراك أم هنود وألمان ، حتى لا يحسنوا أن يقولوا أسلمنا يا بخاري ؟ ! أم هم من القبائل العربية التي نزل القرآن بلغتهم ؟ ولكن التعصّب الأعمى والمؤامرة الكبرى التي حيكت للحفاظ على كرامة الصحابة هي التي جعلت البخاري يقول مثل هذا القول ليبرّر فعل خالد بن الوليد ! ! وهذا العقّاد - أيضاً - يقول : فسألهم خالد أمسلمون أنتم ؟ ثم يقول العقّاد :
1 - راجع بألفاظه المختلفة : تاريخ الطبري 2 : 504 ، أُسد الغابة 4 : 295 ، البداية والنهاية 6 : 355 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 17 : 206 ، تاريخ خليفة بن الخياط 68 ، الإصابة لابن حجر 5 : 560 .
220
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 220