نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 218
وإذا كان القوم قد نزعوا السّلاح ، وأعلنوا إسلامهم ، وغلبوا صاحبهم الذي أقسم أن لا يضع سلاحه حتّى أقنعوه كما اعترفت به يا عقّاد ، فما هو عذر خالد للغدر بهم وقتلهم صبراً وهم عُزّل من السلاح ؟ وقد قلتَ بأنّ خالد أمر بهم فكُتّفوا وعرضهم على السّيف ، وهذه عقدة أُخرى ما أظنّك قادراً على حلّها يا عقّاد ، وهل الإسلام أمر المسلمين بقتل من لم يقاتلهم على فرض أنّهم لم يُعلنوا إسلامهم ، كلا فهذه حجّة المستشرقين أعداء الإسلام والتي يروّجونها اليوم . ثمّ اعترفت مرّةً أُخرى بأنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يأمره بقتال القوم ، إذ قُلتَ : بأنّ المهاجرين والأنصار أنكروا على خالد أن يقتل أحداً غير مأمور من النّبي ( عليه السلام ) بالقتال ، فما هو عُذرك - يا عقّاد - في التماس العذر لخالد ؟ ويكفينا ردّاً على العقّاد ، أنّه أبطل أعذاره بنفسه وناقضها بأكلمها حين اعترف بقوله : " وقد عمّ النّكير على الحادث بين أجلاّء الصحابة ، من حضر منهم السرية ومن لم يحضرها " ، فإذا كان أجلاّء الصّحابة شدّدوا النّكير على خالد حتّى هربوا من جيشه ، واشتكوه للنّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإذا كان عبد الرحمن بن عوف قد اتّهم خالداً بقتل القوم عمداً ليدرك ثأر عمّيْه كما شهد بذلك العقّاد ، وإذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد رفع يديه إلى السماء ، وقال ثلاث مرّات : " اللّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد " ، وإذا كان النّبي بعث بعليّ ومعه أموالٌ ، فودّى لبني جذيمة دماءهم وما أُصيب من أموالهم حتى استرضاهم - كما شهد العقاد - ; فكلّ هذا يدلّ على أنّ القوم أسلموا ، ولكنّ خالد
218
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 218