نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 217
أبي طالب إلى بني جذيمة ، فودّى دماءهم وما أصيب من أموالهم . . . وقد عمّ النّكير على الحادث بين أجلاّء الصحابة ، من حضر منهم السَّرية ومن لم يحضرها ، واشتدّ عبد الرحمن بن عوف حتى رمى خالداً بقتل القوم عمداً ليدرك ثار عميّه " انتهى كلام العقّاد . نعم ، هذا ما ذكره العقّاد بالحرف في كتابه عبقرية خالد ، والعقّاد كغيره من مفكّري أهل السنّة بعد ما يورد القصّة بكاملها يلتمسُ أعذاراً باردة ملفّقة لخالد بن الوليد ، لا تقوم على دليل ولا يقبلها عقل سليم ، وليس للعقّاد عُذرٌ سوى أنّه يكتب " عبقرية خالد " ، فكلّ ما جاء به من أعذار لخالد فهي واهية كبيت العنكبوت ، والذي يقرأها يشعر بسخافة الدفاع ووهنه . فكيف وقد شهد هو بنفسه في كلامه بأنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسلهم دعاة ولم يأمرهم بقتال ؟ ! وأعترف بأنّ بني جذيمة نزعوا سلاحهم بعد ما لبسوه عندما خدعهم خالد بقوله لأصحابه : ضعوا السّلاح فإنّ الناس قد أسلموا ؟ ! واعترف - أيضاً - بأنّ جحدم الذي رفض نزع السّلاح ، وحذّر قومه بأنّ خالداً سيغدر بهم بقوله : ويلكم يا بني جذيمة إنّه خالد ، والله ما بعد وضع السّلاح إلاّ الأسار ، وما بعد الأسار إلاّ ضرب الأعناق ، والله لا أضع سلاحي أبداً ؟ ! ! وقال العقّاد : بأنّ بني جذيمة ما زالوا به حتّى نزع سلاحه ، وهذا ما يدلُّ على إسلام القوم وحسن نيّتهم . فإذا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أرسلهم دُعاة ولم يأمرهم بقتال ، كما شهدتَ يا عقّاد ، فما هو عذر خالد لمخالفة أوامر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ هذه عقدة لا أحسبك تحلّها يا عقّاد .
217
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 217