نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 216
" فبعد فتح مكّة ، توجّهتْ عنايته ( عليه السلام ) إلى تطهير البوادي المحيطة بها من عبادة الأصنام ، فأرسل السرايا إلى قبائلها لدعوتها والاستيثاق من نيّاتها ، ومنها سريّة خالد إلى بني جذيمة في نحو ثلاثمائة وخمسين من المهاجرين والأنصار وبني سليم ، أرسلها دعاة ولم يأمرهم بقتال ، وكان بنو جذيمة شرّ حىّ في الجاهلية يسمّون لعقة الدم ، ومن قتلاهم الفاكه بن المغيرة وأخوه عمّا خالد بن الوليد ووالد عبد الرحمن بن عوف ، ومالك بن الشريد وإخوته الثلاثة من بني سليم في موطن واحد ، وغير هؤلاء من قبائل شتّى . فلمّا أقبل عليهم خالد وعلموا أنّ بني سليم معه ، لبسوا السّلاح وركبوا للحرب وأبوا النزول ، فسألهم خالد : أمسلمون أنتم ؟ فقيل : إنّ بعضهم أجابه بنعم ، وبعضهم أجابه : صبأنا صبأنا ! أي تركنا عبادة الأصنام ، ثمّ سألهم : فما بال السّلاح عليكم ؟ قالوا : إنّ بيننا وبين قوم من العرب عداوة فخفنا أن تكونوا هم فأخذنا السّلاح ! فناداهم : ضعوا السّلاح فإنّ الناس قد أسلموا . فصاح بهم رجلٌ منهم يقال له جحدم : ويلكم يا بني جذيمة إنّه خالد ، والله ما بعد وضع السّلاح إلاّ الأسار ، وما بعد الأسار إلاّ ضرب الأعناق ، والله لا أضع سلاحي أبداً ، فما زالوا به حتّى نزع سلاحه في من نزع وتفرّق الآخرون . فأمر خالد بهم فكتّفوا وعرضهم على السّيف ، فأطاعه في قتلهم بنو سليم ومن معه من الأعراب ، وأنكر عليه الأنصار والمهاجرون أن يقتل أحداً غير مأمور من النّبي ( عليه السلام ) بالقتال ، ثمّ انتهى الخبر إلى النّبي ، فرفع يديه إلى السّماء وقال ثلاثاً : " اللهمّ إنّي أبرأُ إليك ممّا صنع خالد بن الوليد " وبعث بعلي بن
216
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 216