نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 212
بحضرة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ولنا أن نتصوّر ذلك الموقف الرّهيب ، وتلك الأصوات المرتفعة ، وكثرة اللّغط والاختلاف بحضرته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومهما تكن الرّواية معبّرة فلا تعبّر في الواقع إلاّ قليلا عن المشهد الحقيقي ، كما إذا قرأنا كتاباً تاريخياً يحكي حياة موسى ( عليه السلام ) ، فمهما يكن الكتاب معبّراً فلا يبلغ تعبير الفيلم السينمائي الذي نُشاهده عياناً . وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه السّابع في باب ما يجوز من الغضب والشدّة لأمر الله عزّ وجلّ من كتاب الأدب ، قال : احتجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حجيرة مُخصّفةً أو حصيراً ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يُصلّي إليها ، فتبعه رجالٌ وجاؤوا يُصلّون بصلاته ، ثم جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنهم فلم يخرج إليهم ، فرفعوا أصواتهم وحصبوا البابَ ، فخرج إليهم مغضباً فقال لهم : " ما زال بكم صنعكم حتى ظننتُ أنّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصّلاة في بيوتكم ، فإنّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة " . ( صحيح البخاري 7 : 99 و 2 : 252 ) . ومع كلّ الأسف فإنّ عمر بن الخطّاب خالف أمر النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وجمع النّاس على صلاة النّافلة أيام خلافته ، وقال في ذلك : إنّها بدعة ونعم البدعة ( 1 ) ، وتبعه على بدعته أكثر الصّحابة الذين كانوا يرون رأيّه ، ويُؤيّدونه
1 - صحيح البخاري 2 : 252 ، كتاب صلاة التراويح .
212
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 212