نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 201
الله سبحانه بقوله : * ( قُلْ مَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ) * . وحتّى تعرف أيّها القارئ العزيز مدى احترامهم لهذه الصّلاة الّتي يحترمُها مسلموا العصر الحاضر أكثر منهم إليك هذه الرّواية : أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الثالث في باب ما جاء في الغرس من كتاب الوكالة : عن سهل بن سعيد ( رضي الله عنه ) أنّه قال : إنّا كنّا نفرح بيوم الجمعة ، كانت لنا عجوزٌ تأخذ من أُصول سلق لنا كنّا نغرسُه في أربعائنا فتجعله في قدر لها ، فتجعل فيه حبّات من شعير لا أعلم إلاّ أنّه قال : ليس فيه شحمٌ ولا ودكٌ ، فإذا صلّينَا الجمعة زرناها فقرّبْتُه إلينا ، فكنَّا نَفْرَحُ بيوم الجمعة من أجل ذلك ، وما كنّا نتغذّى ولا نقيل إلاّ بعد الجمعة ! ! ( صحيح البخاري 3 : 73 ) . فهنيئاً مريئاً لهؤلاء الصّحابة الذين لا يفرحون بيوم الجمعة للقاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والاستماع لخُطبه ومواعظه ، والصّلاة بإمامته ، ولا بلقاء بعضهم البعض ، وما في ذلك اليوم من بركات ورحمات ، ولكنّهم يفرحونَ بيوم الجمعة من أجل طعام مخصوص أعدّته لهم عجوز ، ولو قال أحد المسلمين اليوم بأنّه يفرح بيوم الجمعة من أجل الطعام لأعتُبرَ من المسوّفين المهملين . وإذا أردنا مزيداً من البحث والتنقيب ، فإنّنا سنجد الشّاكرين الذين مدحهم القرآن الكريم أقليّة لا يتجاوزُ عددهم الاثني عشر رجلا ، وهؤلاء هم المخلصون الذين لم ينفضّوا إلى اللّهو والتجارة ويتركوا الصّلاة ، وهم أنفسهم الذين ثبتوا في الجهاد مع النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في العديد من المواطن التي فرَّ منها بقيّة الصّحابة وولّوا مُدبرين .
201
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 201