نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 200
تحت الشجرة ، فإنّك لا تدري ما أحدثتُ بعده ، وقد قال تعالى : * ( إنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إنَّمَا يُبَايِعُونَ اللّهَ يَدُ اللّهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ ) * ( 1 ) . وكم كان عدد الصحابة النّاكثين كبيراً حتّى عهد النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لابن عمّه علي أن يُقاتلهم ، كما جاء ذلك في كتب التاريخ . وأخرج البخاري في صحيحه من جزئه الأوّل والثالث في باب إذا نفر النّاسُ عن الإمام في صلاة الجمعة من كتاب الجمعة : عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنه ) قال : أقبلتْ عيرٌ من الشّامِ تحمِلُ طعاماً ، ونحنُ نصلّي مع النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الجمعة ، فانفضّ النّاسُ إلاّ اثني عشَر رجُلا ، فنزلتْ هذه الآية : * ( وَإذَا رَأوْا تِجَارَةً أوْ لَهْواً انفَضُّوا إلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً ) * ( صحيح البخاري 1 : 225 و 3 : 6 و 7 ) . وهذا نمط آخر من الصحابة المنافقين الذين لا يتورّعون ولا يخشعون ، بل ويفرّون من صلاة الجمعة ليتفرّجوا على العير والتجارة ، ويتركون رسول الله قائماً بين يدي الله يؤدّي فريضته في خشوع ورهبة . فهل هؤلاء مسلمون كَمُلَ إيمانهم ؟ أم هل هم منافقون يهزؤونَ من الصّلاة ، وإذا قاموا إليها قاموا كُسَالى ؟ ولا يُستثنى منهم إلاّ الذين ثبتُوا مع النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لإتمام صلاة الجمعة ، وعددهم اثنى عشر رجُلا . ومن تتبّع أحوالهم واستقصى أخبارهم فسوف يندهش لأفعالهم ، ولا شكّ أن هروبهم من صلاة الجمعة تكرّر لمرّات متعدّدة ، ولذلك سجّله كتاب
1 - الفتح : 10 .
200
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 200