نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 202
فقد أخرج البخاري في صحيحه من جزئه الرابع في باب ما يكره من التّنازع والاختلاف في الحرب من كتاب الجهاد والسير : عن البراء بن عازب قال : جعل النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الرجّالة يوم أُحد - وكانوا خمسين رجُلا - عبد الله بن جُبير ، فقال : إنّ رأيتمونا تخطّفُنا الطيرُ فلا تبرحوا مكانكم هذا حتّى أرسلُ إليكم ، فهزموهم . قال : فأنا والله رأيتُ النساء يشتدِدْنَ قد بدتْ خلاَخلُهنَّ وأسواقُهُنَّ رافعات ثيابهنَّ ، فقالَ أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمةَ أي قوم الغنيمةَ ، ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ فقال عبدُ الله بن جُبير : أنسيتم ما قال لكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قالوا : والله لنأتينّ النّاس فلنُصِيبنَّ من الغنيمةِ ، فلمّا أتوهم صرفت وُجوههم فأقبلُوا منهزمين ، فذاك إذ يدعوهم الرسولُ في آخراهم ، فلم يبق مع النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غيرُ اثني عَشَرَ رجُلا ، فأصابوا منّا سبعينَ . . . ( صحيح البخاري 4 : 26 ) . وإذا عرفنا ممّا ذكره المؤرّخون لهذه الغزوة بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرج بألف صحابي كلّهم يتشوّقون للجهاد في سبيل الله ، مغترّين بالنّصر الذي حصل في غزوة بدر ، ولكنّهم عَصُوا أمر النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وتسبّبوا في هزيمة نكراء شنيعة قُتِل فيها سبعون وعلى رأسهم حمزة عمّ النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفرّ الباقون ، ولم يبق مع النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في ساحة المعركة غير اثنيْ عشر رجُلا على ما يقوله البخاري ، أمّا غيره من المؤرخين فينزلُ بهذا العدد إلى أربعة فقط ، وهم : علي بن أبي طالب الذي تصدّى للمشركين يحمي بذلك وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأبو دجانة يحمي ظهره ، وطلحة ، والزبير ، وقيل سهل بن حنيف .
202
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 202