نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 189
وإذا تركنا كلّ هؤلاء ، واعتمدنا فقط على سكّان المدينة من صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإنّا نجزم بأنّ هؤلاء - أيضاً - ظهرتْ فيهم حسيكة النّفاق ، وحتّى المؤمنين منهم أغلبهم انقلب على عقبيه من أجل الخلافة . وقد عرفنا فيما سبق من أبحاث أنّهم تآمروا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلى وصيّه ، وعصوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في أوامره التي أمرهم بها وهو على فراش الموت . وهذه الحقيقة لا مفرَّ منها للباحثين عن الحقّ ; إذ يصطدمون بها عند قراءة كتب التاريخ والسيرة النبويّة ، وقد سجّلها كتاب الله سبحانه بأجلى العبارة ، وأحكم الآيات بقوله تعالى : * ( وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ مَاتَ أوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) * ( 1 ) . فالشّاكرون هم الأقلية من الصحابة الذين لم ينقلبوا ، وثبتوا على العهد الذي أبرموه مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم يبدّلوا تبديلا . وبهذه الآية الكريمة ومدلولها المحكم تسقطُ دعوى أهل السنّة : بأنّ الصحابة لا علاقة لهم بالمنافقين ! ! ولو سلّمنا لهم جدَلا بذلك ، فإنّ هذه الآية الكريمة خاطبت الصحابة
1 - آل عمران : 144 .
189
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 189