نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 162
رسول الله ، إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان ، أمّا بعد فأقم في بيتك ، وخذّل الناس عن ابن أبي طالب ، وليبلغني عنك ما أحبّ ، إنّك أوثق أهلي عندي ، والسّلام . فأجابها هذا الرجل الصالح بما يلي : من زيد بن صوحان إلى عائشة بنت أبي بكر ، أمّا بعد ; فإنّ الله أمركِ بأمر ، وأمرنَا بأمر ، أمركِ أن تقرّي في بيتكِ ، وأمرنا أن نجاهدَ ، وقد أتاني كتابك تأمريني أن أصنعَ خلاف ما أمرني الله به ، فأكون قد صنعتُ ما أمرك الله به ، وصنعتِ أنتِ ما به أمرني ، فأمْركِ عندي غير مطاع ، وكتابُك لا جواب له ( 1 ) . وبهذا يتبيّن لنا بأنّ عائشة لم تكتفِ بقيادة جيش الجمل فقط ، وإنّما طمحتْ في إمرة المؤمنين كافّة في كلّ بقاع الأرض ، ولكلّ ذلك كانت هي التي تحكم طلحة والزبير اللذين كانا قد رشّحهما عمر للخلافة ، ولكلّ ذلك أباحتْ لنفسها أنْ تراسل رؤساء القبائل والولاة وتُطمِعُهم وتستنصِرُهم . ولكلّ ذلك بلغتْ تلك المرتبة وتلك الشّهرة عند بني أُميّة ، فأصبحتْ هي المنظور إليها والمُهابة لديهم جميعاً ، والتي يُخشى سطوتها ومعارضتها ، فإذا كان الأبطال والمشاهير من الشجعان يتخاذلون ويهربون من الصفِّ إزاء علي ابن أبي طالب ولا يقفون أمامه ، فإنّها وقفتْ وألّبتْ واستصرختْ واستفزّت . ومن أجل هذا حيّرتْ العقول ، وأدهشتْ المؤرّخين الذين عرفوا مواقفها في حرب الجمل الصغرى قبل قدوم الإمام علي ، وفي حرب الجمل الكبرى بعد مجي الإمام علي ودعوتها لكتاب الله ، فأبت وأصرّت على الحرب في
1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 : 226 ، تاريخ الطبري 3 : 492 .
162
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 162