responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 163


عناد لا يمكنُ تفسيره إلاّ إذا عرفنا عمق وشدّة الغيرة والبغضاء التي تحملها أُمّ المؤمنين لأبنائها المخلصين لله ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
تحذير النّبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من عائشة وفتنتها لقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يدركُ عمق وخطورة المؤامرة التي تُدار حوله من جميع جوانبها ، ولا شكّ بأنّه عرف ما للنساء من تأثير وفتنة على الرّجال ، كما أدرك بأنّ كيدهن عظيم تكاد تزول منه الجبال .
وعرف بالخصوص بأنّ زوجته عائشة هي المؤهلة لذلك الدور الخطير ، لما تحمله في نفسها من غيرة وبغض لخليفته علي خاصة ، ولأهل بيته عامّة ، كيف وقد عاش بنفسه أدْواراً من مواقفها وعداوتها لهم ، فكان يغضب حيناً ، ويتغير وجهه أحياناً ، ويحاول اقناعهم في كلّ مرّة بأنّ حبيب علي هو حبيب الله ، والذي يبغض عليّاً هو منافق يبغضهُ الله .
ولكن هيهات لتلك الأحاديث أن تغوص في أعماق تلك النّفوس التي ما عرفتْ الحقّ حقّاً إلاّ لفائدتها ، وما عرفت الصّواب صواباً إلاّ إذا صدر عنها .
ولذلك وقف الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمّا عرف بأنّها هي الفتنةُ التي جعلها الله في هذه الأُمّة ; ليبتليها بها كما ابتلى سائر الأُمم السّابقة ، قال تعالى : * ( ألم * أحَسِبَ النَّاسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) * ( 1 ) .
وقد حذّر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أُمّته منها في مرّات متعدّدة ، حتى قام في يوم من الأيام واتّجه إلى بيتها وقال : " ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان " ، وقد أخرج البخاري في صحيحه في باب ما جاء في بيوت


1 - العنكبوت : 1 - 2 .

163

نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست