نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 145
ثمانية عشر عاماً على أكثر التقادير وأشهر الروايات ، ولم تعاشر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سوى ستّ أو ثمان سنوات على اختلاف الرّواة ، قضتْ السنوات الأُولى منها تلعب ألعاب الأطفال وهي زوجة النبىّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهي كما وصفتها بريرة جارية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما قالت في عائشة : " إنّها جارية حديثة السنّ تنام عن العجين فتأتي الدّاجنُ فتأكُله " ( 1 ) . نعم ، ثمانية عشر عاماً لفتاة بلغت سنّ المراهقة كما يقال اليوم ، وقضت نصف عمرها مع صاحب الرسالة ، وبين ضرّات يبلغ عددهن عشر أو تسع زوجات ، وهناك امرأة أُخرى أغفلنا ذكرها في حياة عائشة ، وكانت أشدّ عليها من كلّ ضرّة ، لأنّ حبّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لها فاق التصوّر ، وهذه المرأة هي فاطمة الزهراء ربيبة عائشة ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من خديجة ، وما أدراك ما خديجة الصدّيقة الكبرى التي سلّم عليها جبرئيل ، وبشّرها ببيت لها في الجنّة لا صخَب فيه ولا نصب ( 2 ) . والتي كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يدع مناسبة تفوته إلاّ ويذكر خديجة ، فيتفطر كبد عائشة ويحترق قلبها غيرة ، فتثور ثائرتها وتخرج عن أطوارها ، فتشتم بما يحلو لها ، ولا تبال بعواطف زوجها ومشاعره . ولنستمع إليها تحدّث عن نفسها بخصوص خديجة ، كما روى البخاري ، وأحمد ، والترمذي ، وابن ماجة ، قالت : ما غرتُ على امرأة لرسول الله كما
1 - صحيح البخاري 3 : 156 ، كتاب الشهادات ، باب تعديل النساء بعضهن بعضاً . 2 - صحيح البخاري 4 : 231 ، صحيح مسلم 7 : 133 ، باب فضائل أم المؤمنين خديجة .
145
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 145