نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 146
غرت على خديجة ( 1 ) لكثرة ذكر رسول الله إياها وثنائه عليها ، فقلتُ : ما تذكُر من عجوز من عجائز قريش ، حمراء الشّدقين ، هلكتْ في الدّهر ، قد أبدلك الله خيراً منها . قالت : فتغيّر وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تغيّراً ما كنتُ أراه إلاّ عند نزول الوحي ، وقال : " لا ، ما أبدلني الله خيراً منها ، قد آمنتْ بي إذ كفر بي النّاس ، وصدّقتني إذْ كذّبني الناس ، وواستني بما لها إذ حرمني النّاس ، ورزقني الله عز وجلّ ولدها إذ حرمني أولاد النساء " ( 2 ) .
1 - قد مرّ بنا سابقاً قولها : ما غرت على امرأة كما غرت على صفية ، وقولها : ما غرت على امرأة إلاّ دون ما غرت على مارية ، لكِ الله يا عائشة ، فهل سَلمتْ واحدة من أزواج النبي من غيرتك وأذيّتك ؟ ( المؤلف ) . 2 - حديث غيرة عائشة على خديجة رضي الله عنها ورد في مصادر أهل السنّة بكثرة وبألفاظ مختلفة ، والمؤلف لفق بين هذه الأحاديث ، فقولها : " ما غرت على . . . وثنائه عليها " يوجد في البخاري 6 : 158 ، ونحوه بلفظ قريب منه في مسلم 7 : 134 ، وسنن ابن ماجة 1 : 643 ، وسنن الترمذي 3 : 249 وغيرها . أمّا قولها : " ما تذكر من عجوز . . . خيراً منها " يوجد بألفاظه المختلفة في كلّ من : صحيح البخاري 4 : 231 ، صحيح مسلم 7 : 134 ، مسند أحمد 6 : 154 ، السنن الكبرى النسائي 7 : 307 وغيرها . أمّا قولها : " فتغيّر وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . . أولاد النساء " يوجد بألفاظه المختلفة في : مسند أحمد 6 : 118 عنه مجمع الزوائد 9 : 224 وقال : " رواه أحمد وإسناده حسن " ، فتح الباري 7 : 103 ، فيض القدير 4 : 164 ، البداية والنهاية 3 : 158 وقال : " تفرّد به أحمد واسناده لا بأس به ، ومجالد روى له مسلم متابعة وفيه كلام مشهور والله أعلم " . وانظر أيضاً المعجم الكبير للطبراني 23 : 13 ، تاريخ دمشق 3 : 195 ، الإصابة 8 : 103 . أمّا مجالد بن سعيد فقد وثّقه غير واحد كما في مجمع الزوائد 10 : 399 ، وهو حسن الحديث كما في مجمع الزوائد أيضاً 9 : 242 . وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 2 : 112 من طريق مروان بن معاوية ، عن وائل بن داود ، عن عبد الله البهي ، عن عائشة ، والسند حسن كما صرّح محقّق الكتاب بذلك . وكذلك أخرجه الدولابي في كتابه الذرية الطاهرة : 31 عن محمّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن مروان بن معاوية الفزاري ، عن وائل بن داود ، عن عبد الله البهي ، عن عائشة . وهذا السند حسن كما ترى ، والحسن يحتج به ; لأنّه من قسم الصحيح بالمعنى الأعم . ومنه يتبيّن أن ما ذكره في " كشف الجاني " : 133 من تضعيف هذه الزيادة واتهام المؤلّف بالكذب ليس بصحيح ، وناشئ من عدم اطّلاع عثمان الخميس على رواياتهم ومباني علماء الحديث وذلك : 1 - إنّ مجالد بن سعيد مختلف فيه ، فحديثه يكون حسناً على أقل تقدير . 2 - إنّ مجالد بن سعيد لم ينفرد بهذه الزيادة ، بل وردت عن عبد الله البهي ، وهو ثقة فيحتجّ بحديثه ، ويكون حديث مجالد بن سعيد صحيحاً ; لأنّ له متابعاً صحيحاً وهو حديث عبد الله البهي ، فيكون مقوّياً له .
146
نام کتاب : فاسألوا أهل الذكر ( مركز الأبحاث ) نویسنده : الدكتور محمد التيجاني جلد : 1 صفحه : 146